تتجنّبهم الاستطلاعات ولا يكترث لهم المرشحان الأساسيان… فهل 'يقلبون' النتيجة؟!

تتجنّبهم الاستطلاعات ولا يكترث لهم المرشحان الأساسيان… فهل 'يقلبون' النتيجة؟!
تتجنّبهم الاستطلاعات ولا يكترث لهم المرشحان الأساسيان… فهل 'يقلبون' النتيجة؟!
تتجاهلهم وسائل الإعلام وتتجنبهم استطلاعات الرأي، ولا يكترث بهم المرشحان الرئيسيان للرئاسة الأميركية اللذان يفضلان ساحة ثنائية لا تزدحم بغيرهما من المرشحين. إنهم خيار "المرشح الثالث"، وهم ليسوا مرشحا واحدا فقط، بل عدد كبير من المرشحين الذين يحلمون بمقعد البيت الأبيض على الرغم من إدراكهم أن حظوظهم في المكسب أو الاقتراب من الانتصار ضئيلة.

خسرت هيلاري كلينتون سباق الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2016 بفارق بسيط في ولايات عدة، وفاز دونالد ترامب، وعلى الرغم من تعدد الأسباب النظريات المبررة لهذه النتيجة فإن الكثير من المعلقين يتجاهلون اختيار ملايين الناخبين التصويت لمرشحين غير كلينتون وترامب، وهو ما يتسبب في هزيمة مرشح وانتصار آخر في حال تقاربت النتائج كما حدث في تلك الانتخابات وكما يتوقع أن يحدث في انتخابات الثالث من تشرين الثاني المقبل، بحسب ما جاء في تقرير نشرته قناة "الجزيرة".

وفي انتخابات 2016 حصلت هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على ما مجموعه 94.2% من أصوات الناخبين (نحو 129 مليون ناخب)، في حين ذهبت 5.8% من الأصوات (قرابة 7 ملايين ناخب) لمرشحين آخرين.

مرشحو البديل الثالث
لا يقتصر السباق الرئاسي الأميركي هذا العام على المرشحيْن الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، بل يشاركهما التنافس عدد آخر من المرشحين، أهمهم مرشحو حزب الأحرار وحزب الخضر.

ويترشح عن حزب الأحرار لمنصب الرئيس الأستاذة الجامعية في ولاية كارولينا الجنوبية جو جورغينسين، والإعلامي ورجل الأعمال سبيك كوهين، أما حزب الخضر فيمثله هاوي هاوكينز مؤسس الحزب من ولاية نيويورك، وأنجيلا نيكول ووكر المشرعة المحلية من ولاية فلوريدا.

وإضافة إلى هذين الحزبين هناك عدد من مرشحي أحزاب أصغر وأقل شهرة، مثل الحزب الدستوري وحزب التحالف والحزب الاشتراكي وحزب التضامن الأميركي، وعدد آخر من المرشحين المستقلين.

وما زالت هذه الأحزاب تقدم مرشحيها في الانتخابات رغم علمها المسبق أن حظوظهم تكاد تكون مستحيلة، لأنها لا تستطيع مجاراة الماكينة المالية والإعلامية والتنظيمية الضخمة للحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ومع اقتراب يوم الانتخابات لا يتوقع أن يحصل مرشحو "الأحزاب الثالثة" على فرص حقيقية للظهور بين المرشحين الرئيسيين، ولن يشاركوا في المناظرات الرئاسية التي تتطلب الحصول على 15% -على أقل تقدير- في 5 استطلاعات للرأي تُجرى على المستوى القومي.

الثنائية الحزبية
لا يتطرق الدستور إلى الأحزاب السياسية، وبناء عليه لا توجد قواعد حاكمة أو مقيدة لتشكيل أحزاب أو للتعبير عن الرغبة في الترشح وخوض معركة انتخابات الرئاسة الأميركية.

وشهدت الولايات المتحدة منذ تأسيسها ظاهرة الثنائية الحزبية بصورة لم تشهدها غيرها من الديمقراطيات الغربية، وتعكس الظاهرة انقساما ثنائيا في أصله يرجع إلى شكل الدولة وخلاف بشأن دور وحدود فدرالية ومركزية الدولة.

وميزت سيطرة ظاهرة الثنائية الانتخابية التاريخ السياسي الأميركي الذي لم يشهد إلا 3 استثناءات جادة:

-عام 1865 حصل مرشح ثالث هو ميلارد فيلمور (الحزب الأميركي) على 21.5% من الأصوات.

-عام 1968 حصل جورج والاس (حزب المستقلين الأميركيين) على 13.5% من الأصوات.

-عام 1992 حصل روس بيرو (مرشح مستقل) على 19% من الأصوات.

تأثير المرشح الثالث
شهدت انتخابات 2016 صعودا بارزا لحصة مرشحي الأحزاب الثالثة في السباق الرئاسي، إذ حصل غاري جونسون مرشح حزب الأحرار على 3.3% أو ما يعادل 4.5 ملايين صوت، وحصلت جيل شتاين مرشحة حزب الخضر على 1.1% أو ما يعادل 1.5 مليون صوت.

كان التقارب الكبير في نتائج عدة ولايات متأرجحة في انتخابات 2016 يعني أن مرشحي الحزب الثالث يمكن أن ينسب إليهم الفضل في تسليم الفوز إلى ترامب، خاصة في الولايات التي لم يحصل فيها ترامب أو كلينتون على أكثر من 50% من الأصوات.

وحصل جونسون مرشح حزب الأحرار على عدد أصوات يبلغ أضعاف الفارق الذي خسرت به كلينتون عده ولايات حاسمه، إذ حصد أصوات ١٧٢ ألف ناخب في ولايه ميشيغان، و146 ألف صوت في ولايه بنسلفانيا، و106 آلاف صوت في ولايه ويسكونسن، وهو ما أثر بصورة مباشرة على هوية الفائز بالسباق على البيت الأبيض.

لكن هذا العام، ومع اشتداد المعركة الثنائية بين ترامب وبايدن، وعلى الرغم من عواقب إعطاء صوت لمرشح ليست لديه فرصة للفوز بالرئاسة فإن الناخبين يغامرون بهذه الفرصة لأسباب تتعلق بيأسهم من الحزبين الكبيرين ومرشحيهما.

ويعتقد خبراء أن انتخابات 2020 تختلف عن انتخابات 2016 من ناحية مهمة تتعلق بوقوف الحزبين بقوة وراء مرشحيهما بطرق لم تتوافر في انتخابات 2016.

أصوات بالملايين
قبل 4 سنوات كان جزء كبير من الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين غير راضين عن كلا المرشحين، فهناك أنصار المرشح بيرني ساندرز من الديمقراطيين، وهم بالملايين، وكان هناك أعداء لترامب من ملايين الجمهوريين.

صوّت البعض بطريقة احتجاجية مع الطرف الآخر، واختار الملايين التصويت لمرشحي الأحزاب الثالثة، لكن انتخابات 2020 -رغم ذلك- لن تكون استثناء، إذ يتوقع أن يحصل مرشحو الأحزاب الثالثة على ملايين الأصوات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ