وطأة الانقسام التاريخي بين الكوريتين قد تكسرها علاقات الزواج.. تجاربٌ تكشف الكثير

وطأة الانقسام التاريخي بين الكوريتين قد تكسرها علاقات الزواج.. تجاربٌ تكشف الكثير
وطأة الانقسام التاريخي بين الكوريتين قد تكسرها علاقات الزواج.. تجاربٌ تكشف الكثير
لم يمنع الانقسام القائم بين كوريا الجنوبية ونظيرتها الشمالية، الأشخاص من الدولتين في تعزيز العلاقات بين بعضهم البعض، وهي مسألة تمّت ترجمتها في علاقات الزواج.

ووفقاً لتقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، فإنّ "هناك سيّدة تدعى كيم سيو يون (33 عاماً)، من كوريا الشمالية، كانت هربت إلى كوريا الجنوبية. وفي وقت سابق، سألها رفيقها الكوري الجنوبي لي جيونغ سوب ممازحاً عمّا إذا كانت جاسوسة، إلا أنه أخبرها بعد ذلك أنه لا حرج في المجيء إلى بلاده".


في آذار الماضي، طلب سو من يون الزواج، وفي حزيران تزوّجا في أحد فنادق سول، عاصمة كوريا الجنوبية. وفعلياً، فإنّ عائلة يون لم تتمكن من حضور الحفل، لأنها لا تزال في كوريا الشمالية، بحسب التقرير.
وتقول يون: "في كوريا الجنوبية، زوجي هو كل شيء بالنسبة لي. ليس لدي أي شخص آخر هنا. قال لي إنه لن يلعب دور الزوج فحسب، بل أيضاً سيكون بمثابة والديّ. أشعر بأنني أكثر استقراراً الآن".

بدوره، قال سوب (32 عاماً): "عندما تحدثت معها، شعرت أنه يمكننا تطوير علاقة خاصة، والمجيئ من كوريا الشمالية لا يهم كثيراً. أخبرتها أنني سأكون بخير طالما لم يكن لديها زواج سابق أو طفل سري أو سجل إجرامي".

سيناريو شائع

وتشير التقارير إلى أنّ "أكثر من 70% من الكوريين الشماليين الذين فروا إلى كوريا الجنوبية (عددهم 33000)، هم من النساء. وفي حين لا توجد أرقام رسمية حول عدد الهاربات الكوريات الشماليات اللواتي تزوجن من رجال كوريين جنوبيين، فقد أشار مسح ممول من الحكومة عام 2019 شمل 3000 كوري شمالي يعيشون في الجنوب إلى أن 43% من النساء المتزوجات كن يعشن مع أزواج كوريين جنوبيين، ويمثل ذلك ارتفاعاً من نسبة 19% في العام 2011.

وغالباً ما تكافح هؤلاء النساء للتكيف مع الحياة الرأسمالية سريعة الخطى في كوريا الجنوبية، كما أنهنّ يواجهن تمييزاً وتحيزاً ووحدة على نطاق واسع. وتحدثت هوانغ يو جونغ (37 عاماً) عن ارتباطها برجل كوري جنوبي في العام 2018 قائلة: "أشعر أن زواجي يسمح لي بالتأقلم مع هذا المجتمع بعمق أكبر من دون بذل الكثير من الجهد".

ولفتت إلى أنها "شعرت بسعادة حقيقية حقاً عندما اصطحبها زوجها سيو مين سيوك (39 عاماً) إلى تجمع لأصدقائه وزوجاتهم، وقد واجهت العديد من الأسئلة حول كوريا الشمالية". بدوره، يقول سيوك: "لا أسأل زوجتي هوانغ عادة عن ماضيها في كوريا الشمالية".

وشهد عدد وكالات التوفيق بين النساء الكوريات الشماليات والرجال من كوريا الجنوبية ارتفاعاً كبيراً، حيث تعمل 20 إلى 30 من هذه الوكالات الآن، بعد أن كانت هناك 2 منها فقط في منتصف العقد الأول من القرن الـ21. وتلجأ العديد من النساء اللواتي يهربن من كوريا الشمالية إلى وكالات التوفيق وذلك من أجل العثور على أزواج من كوريا الجنوبية.

وقال كيم هاي رن، الذي يدير وكالة من هذا النوع في سول: "لديّ إحساس كبير بالإنجاز بسبب تزاوج هؤلاء. أعتقد أنني أقوم بإنشاء اتحادات صغيرة بين الكوريتين". 

إلى ذلك، يقول الباحث آهن كيونغ سو، إن "بعض الهاربين من كوريا الشمالية الذين أجرى معهم مقابلات، أخبروه أن أزواجهم من كوريا الجنوبية نظروا إليهم بازدراء، كما وجهوا الإساءات إليهم". 

وبالنسبة للعديد من النساء اللواتي فررن إلى كوريا الجنوبية، هناك أيضاً حزنٌ كبير لديهنّ بسبب الانفصال عن عائلاتهنّ التي تُركت في الشمال. وتقول كيم سيو يون أنها "تفتقد والديها وأختها الصغيرة الذين يتواجدون في كوريا الشمالية، وهي تأمل في إعادة لمّ الشمل يوماً ما". 

ولفتت إلى أن "والدتها تتصل بها أحياناً من جبل حيث تدفع للسمسار مقابل استخدام هاتف خليوي صيني غير قانوني"، وتضيف: "عندما اتصلت بي والدتي في آذار الماضي، أخبرتها عن زواجي القادم، وقلت لها أنني سأتزوج من رجل طويل القامة يهتم بي كثيراً". وتضيف: "الآن، زوجي يملأ قلبي. حماتي تعاملني بشكل جيد. وكذلك أخت زوجي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ