أخبار عاجلة

معاناة الإيزيديات لم تنته بعد.. عائدات من 'الاستعباد' ومرفوضات في المجتمع

معاناة الإيزيديات لم تنته بعد.. عائدات من 'الاستعباد' ومرفوضات في المجتمع
معاناة الإيزيديات لم تنته بعد.. عائدات من 'الاستعباد' ومرفوضات في المجتمع
لا تزال "أم هبة" تعاني من صدمة نفسية بعد تعرضها للاستعباد والاغتصاب من قبل تنظيم داعش، رغم إطلاق سراحها قبل 3 سنوات، بحسب موقع الإذاعة الأميركية العامة (NPR) .

وتعد أم هبة واحدة من آلالاف الناجين من الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في سنجار شمال العراق، التي سيطرت عليها داعش في آب عام 2014.


وأسرت داعش أكثر من 6000 ايزيدي في العراق، قُتل نصفهم بعد أن تعرضوا لأشكال مختلفة من الإهانة الإنسانية، وفقا لمجموعات حقوقية.

وكانت أم هبة تبلغ من العمر 16 عاما، وهي متزوجة وحامل في شهرها الثاني، عندما اجتاح داعش سنجار التي تقطنها الغالبية الإيزيدية، رغم محاولتها الهروب من بطش الجماعة المتشددة من خلال التسلق إلى أعلى جبل المدينة التي تبعد 80 كيلومترا عن الموصل، لكن عدم توفر الماء والغذاء أو حتى الظل في الحر الشديد جعلهم يعودون إلى الأسفل، حيث كان مقاتلو داعش في الانتظار.


وفقدت أم هبة جنينها أثناء اعتقالها واقتيادها إلى سوريا، أثناء الضربات الجوية الأميركية على داعش، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف شيئا عن زوجها. 

 

وقالت أم هبة في حديثها للموقع: "كانوا يضربوننا بأحذيتهم، أعقاب البنادق، أي شيء في أيديهم، بدأت أنزف وفقدت الجنين".

قاد داعش الذي يكفّر الإيزيديين، حافلات مليئة بالنساء والفتيات الإيزيديات للبيع في الأسواق التابعة للمناطق التي يسيطر عليها.

وتعرضت الفتاة للاغتصاب على يد 4 من رجال داعش في السنوات الثلاث التي استعبدت فيها، قبل أن ينتهي بها المطاف لتعيش مع مقاتل عراقي في الموصل برفقة عائلته، حيث تعرضت للجوع والضرب والاغتصاب، بعد أن أجبرتها زوجة المقاتل على العمل كخادمة لهم.

وأنجبت أم هبة طفلتها من المقاتل العراقي، حيث كافحت لمنعه من ضرب الطفلة بحسب قولها.

وأطلق سراح أم هبة وطفلها بعد تحرير الموصل من داعش في عام 2017، حيث التقت بأسرتها في مخيم للنازحين بإقليم كردستان العراق.

لكن المجتمع الإيزيدي لم يقبل الطفلة البالغة من العمر سنة ونصف؛ لأن الديانة الإيزيدية لا تعتبر المولود تابعا لها إلا إذا جاء من أب وأم إيزيديين.

تقول أم هبة: "عندما أتينا إلى المخيم، كان الناس يقولون إنها ابنة داعش، اعتقد أن ابنتي شعرت بالعداء، ثم مرضت وتوقفت عن المشي، كانوا يقولون إذا لم أتخلَ عنها سوف يقتلونها أو يحرقون الخيمة بمن فيها".

وافقت أم هبة على تسليم ابنتها لمنظمة إغاثية، متنازلة عن حقها في رؤيتها، كونها لا تعرف القراءة والكتابة بسبب عدم ذهابها للمدرسة.

 

ورغم الصدمة التي وقعت فيها والدة أم هبة بعد فقدانها لسنوات، إلا أن العلاقات مع والدتها وشقيقها تدهورت بعد عودتها مع طفلتها.

تقول بأن شقيقها أهانها بعد استعبادها، رغم أن السلطات الدينية الإيزيدية قررت احترام الناجين من أسّر داعش.

وحاولت أم هبة الانتحار بتناول "سم فئران"، بعد المعاملة السيئة التي وجدتها عقب العودة إلى مخيم الإيزيديين.

وتابعت: "بدأت عائلتي بالصراخ في وجهي، صديقتي تصرخ أيضا، كانوا يقولون لي بأنِ لست الوحيدة التي تعرضت للأسر من داعش، بل هناك الآلاف".

ورغم إحباط محاولة الانتحار، لا تزال أم هبة تحلم بالعيش مع طفلتها في مكان آمن.

وظل حوالى 2000 شخصا من الإيزيديين عالقين دون منازل أو وظائف أو حتى دعم نفسي، بعد 6 سنوات من سيطرة داعش لشمال العراق.

وأفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي، أن العديد من الإيزيديين الناجين من الإبادة الجماعية بحاجة إلى مساعدة نفسية لا يحصلون عليها.

تقول الباحثة نيكوليت والدمان، التي أجرت مقابلات مع نساء وأطفال إيزيديين: "لقد صدمت حقا بتدمير وحدة الأسرة من خلال هجوم داعش على المجتمع الإيزيدي"، فيما أرجع الطبيب الإيزيدي في سنجار، حسين رشو، إلى أن اليأس وقلة الدعم أدى إلى حالات انتحار بين أبناء ديانته. 

وأضاف رشو: "مثلما يعاني الإيزيديون من الإبادة الجماعية والتهجير، فإنهم يعانون من وعود الحكومات المحلية والمجتمع الدولي، لم نعد نؤمن بأي شيء".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ