يصادف اليوم الذكرى السبعين لاندلاع الحرب الدامية بين الكوريتين، ورغم مرور 70 عاما، إلا أن آفاق التوصل إلى معاهدة سلام تنهي رسميا الصراع لا يزال أبعد ما يكون.
وقد عارض زعماء كوريا الجنوبية في عام 1953 فكرة الهدنة، التي تركت شبه الجزيرة منقسمة، ولم يوقعوا عليها.
ومع تصاعد التوتر مجددا اجتمع محاربون قدماء في كوريا الجنوبية لإحياء هذه الذكرى.
وقال كثير من قدامى المحاربين، الذين اجتمعوا في بلدة "شيوروون" الحدودية في كوريا الجنوبية، إنهم كانوا يأملون في علاقات أكثر سلاما مع كوريا الشمالية، لكنهم ليسوا متفائلين بسبب عدم تغير سياسات بيونغ يانغ.
في هذه الأثناء نشرت صحيفة الحزب الحاكم في كوريا الشمالية تعليقا على صفحتها الأولى يدعو الناس للسير على خطى الذين قاتلوا للدفاع عن الأمة.
وقالت الصحيفة: "مرت عقود عدة، لكن خطر الحرب لم يبتعد أبدا عن هذه الأرض"، وحملت "القوى المعادية" المسؤولية لسعيها إلى سحق كوريا الشمالية.
وقبل نحو عامين أحيت موجة من الدبلوماسية واجتماعات القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ورؤساء كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين آمالا باحتمال اتفاق الطرفين على إنهاء حالة الحرب رسميا حتى في حالة عدم المساس بالترسانة النووية لكوريا الشمالية.
لكن هذه الآمال سرعان مع تراجعت مع اتهام كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالتمسك بسياسات معادية، وضغطت واشنطن على بيونغ يانغ للتخلي عن ترسانتها من الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى.
ولم تفلح سلسلة اجتماعات ومحادثات في سد الفجوة بين الشقيقين العدوين القديمين، وتبنت كوريا الشمالية نبرة تصادمية بشكل متزايد واستأنفت إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ونسفت مكتب اتصال بين الكوريتين وقطعت خطوط الاتصال الساخنة مع كوريا الجنوبية.
وقالت كوريا الشمالية، أمس الأربعاء، إنها قررت تعليق خطط للقيام بعمل عسكري غير محدد ضد كوريا الجنوبية، لكنها حذرتها وطالبتها بالتفكير والتصرف بحكمة.
وتشير تقديرات للمؤرخين إلى أن الحرب الكورية ربما تسببت في مقتل ما يصل إلى مليون عسكري وعدة ملايين من المدنيين.
وقسم الصراع آلاف الأسر من دون تواصل يذكر بين أفرادها، بعدما قسمت المنطقة المنزوعة السلاح شديدة التحصين شبه الجزيرة إلى جزئين.