ومع أن بعض الدول لم تخفف الإجراءات إلى الحد الذي يبغيه المواطنون، فإنها تظل خطوة جيدة تبعث على التفاؤل، وتمنح أملا للدول الأخرى بأنه يمكن مكافحة الفيروس القاتل، الذي أصاب أكثر من 5.6 ملايين إنسان، وتسبب بوفاة أكثر من 347 ألفا.
نيوزيلندا
يمكن القول إن نيوزيلندا تشكل واحدة من أفضل قصص النجاح في مجال مكافحة فيروس كورونا الجديد، إذ كانت قد وضعت خطة صارمة من 4 مستويات لمكافحة الوباء، وساعد الشعب في تحقيق هذا النجاح من خلال الالتزام بالخطة.
واليوم، أعلنت نيوزيلندا أنها تعتزم تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة وباء كوفيد-19 من خلال زيادة الحجم الأقصى للتجمعات من 10 أشخاص إلى 100 شخص.
وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، للصحفيين في ويلينغتون يوم الاثنين، إن التغييرات ستدخل حيز التنفيذ بدءا من منتصف نهار يوم الجمعة المقبل.
وأضافت: "ما زلنا في جائحة عالمية. تستمر الحالات بالتزايد في الخارج، ولا يزال لدينا أناس يعودون إلى البلاد. لكن في الغالب، العديد من جوانب الحياة يمكن ويجب أن تصبح طبيعية أكثر"، وفقا لفرانس برس.
اليابان
وإلى الشمال من نيوزيلندا، ولكن في قارة آسيا، وتحديدا في اليابان، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يوم الاثنين، أنه سيتم رفع حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وأن طوكيو نجحت في السيطرة على انتشار فيروس كورونا خلال أقل من شهرين.
وخففت السلطات إجراءات التباعد الاجتماعي في معظم أنحاء البلاد في 14 من أيار مع تراجع الإصابات الجديدة، لكن الحكومة أبقت طوكيو و4 مناطق أخرى تحت المراقبة، بحسب ما ذكرت رويترز.
وسجلت الدولة، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم، أكثر من 16600 إصابة و839 وفاة حتى الآن بالفيروس.
وإلى الغرب من اليابان، أي الصين، حيث بدأ تفشي الفيروس في أواخر كانون الأول الماضي، بدأت العديد من نواحي الحياة تعود إلى طبيعتها، اقتصاديا واجتماعيا، حيث أعلنت في وقت سابق من نيسان عن عودة الرحلات الجوية الداخلية، وكذلك استأنفت القطارات عملها الاعتيادي.
ومؤخرا، أعلنت عن عودة نشاط الأندية الليلية، وسط شعور أصحابها وروادها بارتياح بشكل متزايد بأنه تمت السيطرة على الفيروس، حتى مع استخدام المطهرات والكؤوس التي تستخدم لمرة واحدة والكمامات، وهي أمور أصبحت جزءا لا يتجزأ من الوضع داخل تلك الملاهي.
الهند
وإلى الغرب أيضا، في قارة آسيا، استؤنفت الرحلات الجوية الداخلية جزئيا في الهند، ما خفف من تدابير الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا رغم تسجيل البلاد أكثر من 6000 إصابة جديدة.
ففي مطار "إنديرا غاندي الدولي" بالعاصمة نيودلهي، وقف ركاب ارتدوا كمامات أو بزات حماية كاملة في صفوف طويلة لإظهار بطاقات الهوية لأفراد الأمن الذين وقفوا خلف حواجز بلاستيكية، بينما نقلت السلطات آلات وأجهزة التذاكر الإلكترونية إلى الخارج، حيث قام موظفو المطار بتعقيم الحقائب، وأكشاك التخزين.
وجاء ذلك بعد أن أمرت المحكمة العليا في الهند بتطبيق معايير التباعد الاجتماعي في المطارات، وخلال الرحلات الجوية، ما أجبر شركات الطيران على إبقاء المقاعد الوسطى شاغرة.
وتزامنت الزيادة في الحالات الجديدة مع عودة بعض الأنشطة وحركة السفر في إطار مرحلة جديدة من تخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا على مستوى البلاد، بحسب ما ذكرت "الأسوشيتد برس".
وقال بعض الركاب وأطقم الطائرات في مطار نيودلهي، اليوم الاثنين، إن الجو السائد يتسم بالتجهم إذ تفرض قوات الأمن قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة ويضع الركاب الكمامات.
وفي قارة أوروبا، استأنفت اليونان، يوم الاثنين، خدمات العبارات المنتظمة من وإلى الجزر، بينما عادت المطاعم والحانات إلى العمل مرة أخرى، حيث قامت الدولة بتسريع الجهود لإنقاذ موسمها السياحي.
وكانت السلطات اليونانية حظرت السفر إلى الجزر منذ تدابير الإغلاق التي فرضتها في أواخر آذار لاحتواء فيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، حيث لم يتمكن سوى موردي السلع والمقيمين الدائمين من الوصول إليها.
لكن معدل الإصابة المنخفض في البلاد جراء الفيروس دفع الحكومة إلى بدء موسم العطلات قبل 15 حزيران كما كان متوقعا.
ومع تخفيف الإجراءات، استمر فرض لوائح التباعد الاجتماعي والقيود على ركوب العبارات وفي المطاعم، بينما يتم توسيع الخدمات الصحية التي تديرها الدولة على الجزر، مع توفير مساحة للعناية المركزة في خمس جزر هي: ليسبوس، وساموس، ورودس، وزاكينثوس، وكورفو، بالإضافة إلى المرافق الموجودة في جزيرة كريت.
ألمانيا
وإلى الشمال الغربي من اليونان، حيث ألمانيا، أظهر استطلاع للرأي، الاثنين، أن ثقة الشركات الألمانية انتعشت في أيار، متعافية من أكبر هبوط على الإطلاق المسجل في الشهر السابق مع تنامي تفاؤل الشركات في ظل الرفع التدريجي للقيود المفروضة لإبطاء تفشي فيروس كورونا، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ومن هذا المنطلق ومعطيات أخرى، يبدو أن الحكومة الاتحادية الألمانية توصي بأن تخفف الولايات بعض قواعد التباعد الاجتماعي اعتبارا من 6 حزيران، مع الاستمرار بوضع قيود على حجم التجمعات، بحيث لا تزيد على 20 شخصا في الهواء الطلق و10 في الأماكن المغلقة، كما أفادت صحيفة بيلد الألمانية.
وفي غربي القارة الأوروبية، عادت الشواطئ الإسبانية لاستقبال الرواد، كما بدأ تخفيف تدابير الإغلاق في مدريد وبرشلونة اعتبارا من اليوم الاثنين.
وتوصي وزارة الصحة الإسبانية بالحد من عدد رواد الشواطئ وفرض مسافة بينهم وإبعاد المظلات بفارق 4 أمتار.
أما في مدريد وبرشلونة، فأصبح بإمكان السكان اعتبارا من الاثنين، الالتقاء في مجموعات من 10 أشخاص في منازلهم أو على أرصفة الحانات والمطاعم.
والاثنين أيضا، أعلنت وزيرة السياحة الإسبانية، رييس ماروتو، إنه يمكن للسياح الأجانب حجز عطلاتهم في إسبانيا بدءا من يوليو حيث سيكون الحجر الصحي الذاتي لمدة أسبوعين للمسافرين القادمين من الخارج قد تم تعليقه غالبا بحلول ذلك الموعد.