وأضاف الوزير السابق، يوسي بيلين، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنّ "إسرائيل منذ توقيع تلك الاتفاقيات، امتنعت عن إرسال جيشها للعمليات العسكرية في الضفة الغربية، ولم يعد الجيش هناك إلا بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، ولكن بعد انتهائها، وبدء مغادرة الجنود للتجمعات الفلسطينية تدريجياً، واشتداد التنسيق الأمني مع أمن السلطة الفلسطينية، بدأ إرسال الجنود ليلاً للتجمعات التي تسيطر عليها السلطة لاعتقال المطلوبين".
وأشار بيلين، وهو وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق، وأحد رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، إلى أنّ "ملقي الحجارة يكون باعتبارهم "قنبلة موقوتة"، وتتمثل الطريقة الصحيحة للتعامل معهم من خلال القوات الفلسطينية، وليس مجرد نقل رسالة لها بأننا سندخل المناطق الفلسطينية، كي تمهد لنا الطريق، ولن تتدخل في عملنا".
وأوضح أنّ "الانسحاب الإسرائيلي من غزة تم لأنها لم تستطع مقاومة العمليات التي تشنها حماس ضدها، ومنذ ذلك الحين لم تجرؤ على البحث عن المطلوبين في قطاع غزة ، بينما في الضفة الغربية، يعمل الجيش الإسرائيلي كقاعدة خاصة به، دون احترام القيادة الفلسطينية".
وأكد أنّ "المناطق "ب" في الضفة الغربية خاضعة لسيطرة مدنية فلسطينية، وأمنية إسرائيلية، ولكن طالما انتقل عمل الجيش في المنطقة "أ"، فهي خاضعة للمسؤولية الأمنية الفلسطينية، وفي هذه الحالة يجب أن تكون ملاحقة الفلسطينيين المطلوبين من مسؤوليتها هي، وليس إسرائيل".
وختم بالقول إنّه "في هذه الحالة يحتاج الجيش الإسرائيلي للتوقف عن العمليات الصعبة التي تصل فيها مجموعة من الجنود في الصباح، ويجدون أنفسهم محاطين بالشباب الفلسطينيين، وعليه أن يقوم بمهمته مع تجنب إصابات الجنود والمهاجمين، صحيح أن الحجارة تقتل أيضا، لكن وسائل التعامل مع ملقيها تتطلب الحاجة للتغيير، وهنا يتعين على وزير الحرب الجديد بيني غانتس، إعادة النظر في الأمر".
أما الجنرال الإسرائيلي، مائير أندور، فطالب بـ"السماح بفتح النار على رماة الحجارة الفلسطينيين، لأنّهم يجدون سهولة لا تطاق في مهاجمة الجنود والمستوطنين على الطرق العامة، ضمن ما يعرف بهجمات الحجارة، ويدفع الحاجة لمعرفة سبب السهولة التي لا تحتمل من خلال إلقاء الحجارة، وتجعله عملا يوميا".
وأضاف في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أنّ "الموقف الذي يسلكه الجيش تجاه ملقي الحجارة باعتبارهم يمثلون "مقاومة شعبية"، يتم بموجبه الإفراج عنهم، رغم أن الجيش والمخابرات يبذلون جهداً استخبارياً للقبض عليهم، وفي النهاية فإنّ القاضي الإسرائيلي لا يحكم عليه بأكثر من 48 ساعة للتحقيق، وبذلك يتعلم الشباب الفلسطينيون أنه يمكن الاستمرار في مهاجمة اليهود، سواء المستوطنين أو الجنود".
وأشار أندور، رئيس منظمة ما يسمّى "ألماغور" لقتلى ومصابي العمليات الفلسطينية، إلى أنّ "قائمة عقوبات رمي الحجارة تتراوح بين 3-7 أشهر، وفي حال وقوع إصابات إسرائيلية برشق الحجارة، سيُعاقب ملقيها بالسجن لمدة بين عام ونصف إلى عامين، إن لم يكن هناك أذى جسدي دائم".
وأوضح "أننا نستذكر الانتفاضة الأولى المسماة انتفاضة الحجارة، ويغذّيها المقاومة الحجرية والزجاجات الحارقة، حينها اتبع وزير الحرب الأسبق موشيه آرنس سياسته في مواجهة الانتفاضة، وأوقف ممارسات "الاحتواء" لرمي الحجارة، وجلب تعليمات جديدة لفتح النار، وهو بذلك خالف الرأي القانوني، وأمر بإطلاق النار على ركبتي رماة الحجارة، وعلى أنحاء جسمه إذا كان أكثر خطورة".
وختم بالقول بأن "آرنس قام بتأسيس جدار جابوتنسكي الحديدي في مواجهة انتفاضة الحجارة، لأنه فهم إمكاناتها المدمرة باعتبارها أسلحة قاتلة فتاكة، ولذلك فرض عليها لوائح اتهام وعقوبات شديدة، لأنها باختصار حجارة قاتلة".