لماذا فشلت نيويورك في الحد من انتشار كورونا؟

لماذا فشلت نيويورك في الحد من انتشار كورونا؟
لماذا فشلت نيويورك في الحد من انتشار كورونا؟

مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في ولاية نيويورك الأميركية بشكل كبير، طرحت تساؤلات عدة حول أسباب سقوط تلك الولاية في براثن الوباء.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "على الرغم مثلاً من أن ولاية واشنطن وتحديدًا منطقة سياتل، كانت أولى المناطق التي سجلت حالات إصابة بالفيروس التاجي، إلا أن الأعداد لم تتكاثر كما في نيويورك. لعل السبب يعود إلى مسارعة تلك الولاية في اتخاذ قيود صارمة جداً، أجبرت كبريات الشركات على العمل عن بعد مثل مايكروسوفت وأمازون، بينما دعا عمدة نيويورك إلى مواصلة الحياة الطبيعية في ذروة تفشي المرض في نيويورك".

ففي تقرير مطول، شرحت الصحيفة الأميركية كيف تحكمت واشنطن بمسارات الفيروس وسقطت نيويورك في الامتحان.

وأوضحت أن منطقة سياتل، موطن أول حالة معروفة للفيروس في الولايات المتحدة والمكان الذي أسقط فيه الفيروس 37 من أول 50 ضحية، تشهد الآن أدلة على أن استراتيجيات الاحتواء الصارمة، التي فُرضت في الأيام الأولى من الجائحة، بدأت تؤتي ثمارها على الأقل في الوقت الراهن. بحيث لا ترتفع فيها الوفيات بالسرعة المسجلة في ولايات أخرى.


ففي تلك الولاية يلتزم الناس البقاء في المنازل، كما أن المستشفيات لم تفض بعد بالمرضى.

إلى ذلك، تشير النماذج الإحصائية الأولية المقدمة إلى المسؤولين العموميين في واشنطن إلى أن انتشار الفيروس تباطأ في منطقة سياتل خلال الأيام الأخيرة.

انخفاض انتقال العدوى
وفي حين أن كل شخص مصاب كان ينشر الفيروس إلى ما متوسطه 2.7 شخص آخر في وقت سابق من آذار، يبدو أن هذا العدد قد انخفض، حيث أشارت أحد الإحصاءات إلى أنه انخفض إلى 1.4 الآن فقد قدم الباحثون الذين يعدون أحدث التوقعات بقيادة معهد "نمذجة الأمراض"، وهي مجموعة بحثية خاصة في بلفيو بواشنطن، مجموعة متنوعة من البيانات منذ بداية تفشي المرض شملت عشرات الآلاف من نتائج اختبار الفيروس التاجي، والوفيات، ومعلومات التنقل - بما في ذلك أنماط حركة المرور وتحركات مستخدمي فيسبوك المجهولين - لتقدير معدل انتشار مرض الفيروس التاجي.

وقال المسؤولون إن سياسات الابتعاد الاجتماعي الموسعة ستظل جزءاً أساسياً من الحياة اليومية لأسابيع قادمة.

التباعد الاجتماعي
وفي هذا السياق، قالت جيني دوركان، عمدة سياتل: "لقد أثرنا بشكل كبير - لقد أبطأنا التفشي".

كما حذرت من أن أي رفع للقيود سيؤدي إلى زيادة سريعة في الحالات الجديدة، متوقعة أن تستمر قيود الابتعاد بشكل ما لعدة أشهر.

بدوره قال حاكم الولاية جاي انسلي في مقابلة "هناك أدلة على أن تلك الإجراءات الصارمة يمكن أن تكون لها فائدة"، مضيفًا أنه بالرغم من وجود مؤشرات على حدوث تحسن، إلا أن الولاية شهدت حالات قد تكون مقلقة، داعياً إلى الإبقاء على تدابير الحجر والتباعد الاجتماعي.

أما في نيويورك، التي سجلت أكبر انتشار للمرض في البلاد ، بوجود 513 59 حالة حتى يوم الأحد، فأشار التقرير إلى أن تجربة واشنطن وتحديدا سياتل قد تكون أعطت درسا مفيداً، مفاده صرامة تنفيذ وفرض الإجراءات لاحتواء الانتشار، ما قد يساعد على خفض مسار الفيروس الذي يمكن أن يدمر النظم الصحية.

يذكر أن المسؤولين في ولاية واشنطن بدأوا لأول مرة في مناشدة الناس للحفاظ على مسافة بين بعضهم البعض في نهاية شباط، بعد اكتشاف حالات أصيبت في منطقة سياتل من دون الاحتكاك بمصابين أو السفر إلى الخارج.
تأجيل الأحداث
بعد ذلك، بأسبوع، طلبت سياتل من الشركات النظر في تأجيل الأحداث الكبيرة وتشجيع الأشخاص على العمل من المنزل إذا أمكن.

كما حثت السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا على البقاء في منازلهم.

وقد استجاب بعض أصحاب العمل الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك شركات أمازون ومايكروسوفت وشجعوا الموظفين على العمل من منازلهم، وتهدئة مراكز العمل التي كانت ستعج بالناس أثناء التنقل ووقت الغداء.

وربما أعطت التركيبة السكانية لأماكن العمل هذه، مع عشرات الآلاف من العاملين في مجال التكنولوجيا الذين تمكنوا من التنقل عن بعد، المنطقة ميزة مبكرة في الحفاظ على تباعد الناس.

وبعد أن وجد العلماء أدلة على أن الفيروس كان ينتشر قبل أسابيع من التعرف على بعض الحالات المبكرة، بدأ باحثون من مجموعات محلية، بقيادة معهد نمذجة الأمراض، في النظر في ما سيتطلبه الأمر لإبطاء تقدم الفيروس. وفي 10 آذار، وضعوا تصورات تبين أن هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة في الاتصال بين البشر لتجنب مئات الوفيات بحلول 8 نيسان/أبريل.

وساعد هذا التصور في توجيه سلسلة من الإجراءات: وفي اليوم التالي، في 11 آذار، حظرت تجمع 250 شخصا في ثلاث مقاطعات في منطقة سياتل - وهو تدبير سرعان ما اعتمد في جميع أنحاء الولاية، كما أعلنت مدارس سياتل العامة إقفال أبوابها

في المقابل، لم يؤيد عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو فرض تلك القيود، معتبراً أنه: "يجب على الناس الخروج والاستمرار في عيش الحياة، والخروج إلى المطاعم!

يذكر أن أرقام الإصابات بالفيروس التاجي ما زالت ترتفع في واشنطن، لكن ليس بالسرعة التي تنمو فيها بالولايات الأخرى.

ففي حين يتضاعف عدد الوفيات كل ثمانية أيام تقريبا في واشنطن، يتضاعف كل يومين أو ثلاثة أيام في نيويورك وميشيغان ونيوجيرزي ولويزيانا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي