خبر

الوضع المتردي يثني إيرانيين عن الاقتراع.. خامنئي: المشاركة واجب ديني

"اليوم.. التصويت ليس فقط مسؤولية ثورية ووطنية.. بل هو أيضا واجب ديني"، هكذا توجه المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي إلى الإيرانيين قبل أيام من الانتخابات البرلمانية التي تجرى في البلاد هذا الأسبوع، وتحديداً في 21 شباط الجاري.

ورفض مجلس صيانة الدستور، وهو الجهة المسؤولة عن مراجعة طلبات الراغبين في الترشح، تأهل 6850 من المعتدلين والمحافظين للترشح مما صب في صالح المتشددين. كما لم يسمح لنحو ثلث النواب الحاليين بالترشح مجددا.


وفي هذا الإطار، يرجح مراقبون هيمنة المحافظين الذين يدينون بالولاء لخامنئي على المجلس المؤلف من 290 مقعدا بسبب العدد الكبير من راغبي الترشح الذين رفض مجلس صيانة الدستور طلباتهم.

وقال خامنئي، بحسب ما نقله تلفزيون البلاد الرسمي: "الانتخابات وسيلة لتقوية البلاد.. سيكون لوجود برلمان ضعيف تبعات طويلة الأمد... وجود برلمان ضعيف سيؤثر سلبا على حربنا على الأعداء"، مضيفاً: "الانتخابات ستحيد النوايا الأميركية السيئة... التصويت هو هيبة الجمهورية الإسلامية".

في المقابل، يشير مراقبون إلى أنّ ثقة عدد كبير من الإيرانيين اهتزت في زعمائهم في ظل المواجهة الأميركية-الإيرانية، والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إيران وكارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية عقب اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني.

وفي التفاصيل أنّ تقارير صحافية تحدّثت عن "جو من الوجوم في أوساط الإيرانيين"، وهو واقع لا يبشر بالخير بالنسبة إلى الزعماء الذين يسعون إلى مشاركة انتخابية واسعة.

ويحذّر مراقبون من أنّ ضعف الإقبال سيضعّف موقف زعماء إيران ويشجع منتقديهم سواء في الداخل أو في الخارج ممن يجادلون بأن الجمهورية الإسلامية تحتاج إلى تغيير سياساتها داخليا وخارجيا.

ويقول إيرانيون إنّهم فقدوا الأمل بالتغيير بعد مرور 4 أعوام على مشاركتهم في الانتخابات، حيث يؤكدون عزمهم الامتناع عن الإدلاء بصوتهم هذه المرة. وقبل 4 سنوات، حقق الرئيس الإيراني حسن روحاني وحلفاؤه مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية وكان كثيرون يأملون أن يؤدي اتفاق نووي تم التوصل إليه مع القوى العالمية في 2015 إلى انتشال إيران من عزلتها السياسية ودعم الاقتصاد. إلاّ أنّ آمال شريحة واسعة من الإيرانيين تحطمت بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب أحادياً من الاتفاق التووي في 2018، وإعادة فرض العقوبات على إيران.

ويربط الإيرانيون الذي قالوا إنّهم سيمتنعون عن المشاركة في الانتخابات قرارهم هذا بالاقتصاد. وتتعرض السلطات الإيرانية لضغوط منذ العام الماضي عندما قوبلت احتجاجات على زيادة أسعار الوقود بأشد رد فعل أمني منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979 ما أدى إلى مقتل المئا، بحسب ما تفيد التقارير. كما تتعرض السلطات الإيرانية لضغوط في أعقاب تستر السلطات على إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ خلال الرد على اغتيال سليماني، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.

وكانت العقوبات الأميركية على إيران قد خفضت صادرات النفط الخام الإيراني بأكثر من 80 في المئة وفرضت ضغوطا مؤلمة على مستوى المعيشي، حيث انخفضت قيمة الريال الإيراني ليصل في السوق الحرة إلى نحو 140 ألفا مقابل الدولار بالمقارنة مع سعر الصرف الرسمي البالغ 42 ألفا وذلك وفقا لموقع بونباست دوت كوم للصرف الأجنبي. أدى انخفاض قيمة العملة إلى اضطراب التجارة الخارجية الإيرانية وارتفاع التضخم الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 31 في المئة هذا العام.

ويتوقع المحللون أن يكون الإقبال منخفضا عن نسبة 62 في المئة في المسجلة عام 2016 في الانتخابات البرلمانية على أن يكون الإقبال أكبر في المدن الأصغر الأكثر محافظة حيث تضغط الأسر على الأقارب للإدلاء بأصواتهم.

ومن ناحية أخرى يشعر الناخبون الموالون للإصلاحيين بالاستياء من الفوضى التي تسود معسكرهم وفشل روحاني في الوفاء بتعهده الانتخابي بتخفيف القيود الاجتماعية والسياسية.ويمكن لبرلمان يهيمن عليه المتشددون أن يمارس ضغوطا على روحاني، مهندس الاتفاق النووي الذي تعرض لانتقادات من حلفاء خامنئي.
وستنتهي الحملات الانتخابية مساء الخميس، أي عشية التصويت. ويحق لنحو 58 مليونا بالتصويت من بين 83 مليونا هم عدد سكان إيران.