خبر

جنرال إسرائيلي: 'حماس تخوض 'معركة بين الحروب'.. وإسرائيل أمام خيارَيْن!

رأى جنرال إسرائيلي أنّ "إسرائيل تواجه فرضيّتَيْن خطيرتَيْن حساستَيْن أمام حركة "حماس" في غزة وهما: إمّا توسيع دائرة التفاهمات الإنسانية، أو التحضير لعملية عسكرية واسعة"، مضيفاً: "وإلا فإنّها ستبقى تواجه ما تخوضه "حماس" من سياسة "المعركة بين الحروب" التي تضع العديد من الصعوبات على إسرائيل لحسم خياراتها تجاه غزة".

وفي مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال ميخال ميليشتاين وهو خبير عسكري إسرائيلي إنّ "إسرائيل تعيش واقعاً غريباً في قطاع غزة في الشهر الأخير من خلال زيادة وتكثيف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الجنوبية في منطقة غلاف غزة"، موضحاً أنّ "النقطة الجديدة في الواقع الميداني، أنّ من يقف خلف هذا التصعيد هي حركة "حماس"، وليس أحد سواها".

وأوضح ميليشتاين، وهو الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية- "أمان"، أنّ "حماس المطالبة بكبح جماح باقي التنظيمات الفلسطينية، والنظر إليها شريكاً محتملاً لتسوية بعيدة المدى في غزة، فإنّ الواقع غير المحتمل فيها يتطلب من إسرائيل بحث آلية اتخاذ القرارات لدى دوائر صنع القرار في إسرائيل، بشقيها المستوى الأمني والسياسي، وبموجبها التعرف على كيفية نجاح حماس في حسم خيار التسوية بعيدة المدى".

وأشار ميليشتاين، مستشار الشؤون الفلسطينية بمكتب المنسق الإسرائيلي بوزارة الحرب، إلى أنّه "يبدو مهماً معرفة صعوبات حماس في فرض سياستها على باقي التنظيمات المسلحة في غزة، لكن التصعيد الحالي يشير إلى أنّ هناك أحداً في غزة معني بهذا التصعيد، الحديث لا يدور فقط عن القدرة، وإنما الإرادة، واليوم حماس لا يبدو أنها تريد وقف هذا التصعيد، لأن الوضع في غزة يشير لوجود فجوات حقيقية بين إسرائيل وحماس".

وأكد ميليشتاين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بمركز "ديان"، أنّ "إسرائيل تسعى لإيجاد تسهيلات معيشية في القطاع، فيما حماس تسعى من خلال البالونات الحارقة لتحصيل المزيد من هذه التسهيلات، وربما هناك فرق جوهري أساسي بين ما تعتبره إسرائيل "تهدئة"، التي تعني بالنسبة لها هدوءاً أمنياً كاملاً، وبين ما تعتبره "حماس" بأنّ التهدئة تعني عدم خوض أيام قتال دامية، أو جولات تصعيد، أو عملية عسكرية واسعة النطاق".

وأوضح أنّ "هذا الاختلاف الجوهري بين الجانبين، دفع "حماس" لأن تخوض من جديد ما يمكن وصفه "المعركة بين الحروب"، ممّا يضع صعوبات كبيرة على إسرائيل في الرد عليها، مما يتطلب من إسرائيل وساستها إيجاد صورة أوضح للواقع المستقبلي في غزة، لأن الحديث في إسرائيل عن رغبة "حماس" بالهدوء أصبح كلاماً فارغاً ليس له رصيد، وفاقداً للمصداقية".

وأكّد "أنّنا في هذه المرحلة لا نجد أنفسنا أمام مرحلة هدوء، ولأنّنا نعيش عشية انتخابات إسرائيلية قادمة، فقد نكون في مرحلة تحضير التوصّل إلى تفاهمات أوسع في مرحلة قادمة".

وأشار إلى أنّه "على المستوى الاستراتيجي من الأهمية بمكان إشراك الجمهور الإسرائيلي بحوار مهم بشأن التعامل المستقبلي مع غزة، لأنها مشكلة تبدو من دون حلول، على الأقل في المدى المنظور للعين، صحيح أننا قد ندخل بعض التحسينات الإنسانية في القطاع، لكننا لن نتجاهل المشاكل الأساسية في القطاع التي تواصل التنامي والتعاظم مع مرور الوقت، وتترك تأثيرها على الواقع الأمني".

وأكد "أننا في مرحلة أقل من شهر على الانتخابات الإسرائيلية، ولا يبدو أنّ إسرائيل تستطيع اتخاذ قرار واضح بشأن الخيارين الأساسيين، سواء الذهاب لتسوية إنسانية معيشية تشمل تغييراً استراتيجياً تجاه التعامل مع غزة، والثاني تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد حماس في القطاع، وقد تؤدي لضرب البنى السلطوية لحماس وتمهد الطريق لتسوية بعيدة المدى في غزة".

وختم بالقول بأنّ "هذا السيناريو أكثر ترجيحاً من التهدئة، والحكومة الإسرائيلية المستقبلية مطالبة باتخاذ قرار فور إقامتها بشأن السياسة الاستراتيجية تجاه قطاع غزة، رغم أن مثل هذا النقاش جرى في السنوات الأخيرة، لكنه لم يصل إلى حسم نهائي داخل إسرائيل".