كشف تقريرٌ نشرته قناة "العربية" أنّ وضع المجموعات الموالية لإيران في سوريا بات أصعب مع خسارة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني"، اللواء قاسم سليماني، الذي كان يُعدّ "القائد" أو "المُوجّه" لهذه المجموعات.
ويشير التقرير إلى أنّ مقتل سليماني في الثالث من كانون الثاني بطائرة مسيّرة أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي، شكّل ضربة مزعزعة لعمليات التنسيق العليا والتخطيط لتلك المجموعات.
وينقل التقرير عن محلّلين سياسيين، قولهم إنّ مقتل سليماني، الذي أشرف على تأسيس تلك المجموعات سيؤثّر على سير المعارك التي تخوضها قوات الجيش السوري مع مشاركة هذه المجموعات في مجمل المعارك التي تشهدها البلاد.
تصاعد نفوذ روسيا على حساب إيران
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي السوري عهد الهندي والمقيم في العاصمة الأميركية واشنطن إنّ "اغتيال الجنرال الإيراني برفقة نائب رئيس "هيئة الحشد العراقي"، أبو مهدي المهندس، سيساهم في زيادة نفوذ روسيا في سوريا على حساب التواجد الإيراني خاصة وأنّ الأخيرة مع مجموعاتها مستهدفة أميركياً وإسرائيلياً".
وأضاف أنّ "العامل الرّمزي والمنحى النفسي سيؤثران أيضاً على هيكل تلك الجماعات المسلّحة، لذلك فإنّ تمكّن واشنطن من اغتيال سليماني والمهندس اللذين يُعدان من أهم كوادر إيران العسكرية والأمنية في المنطقة، سيُضعف مجموعاتها بشدّة في سوريا وربّما في دولٍ أخرى أيضاً".
كما أوضح لـ"العربية" أن "طهران عيّنت سليماني والمهندس في هذه المناصب لامتلاكهما مهاراتٍ مكّنتهما من تأسيس مجموعات عسكرية في المنطقة العربية، لذلك اغتيالهما، سيترك فراغاً وتأثيراً كبيراً من الناحيتين التقنية والعملية لدى تلك المجموعات، بالإضافة لفقدانها جانباً رمزياً ونفسياً في آنٍ واحد".
يذكر أنّه بعد ساعات من الغارة الأميركية، سارع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى تعيين اللواء إسماعيل قاآني خلفاً لسليماني، الذي كان مقرّباً من الأخير ورافقه لسنوات في "فيلق القدس".
وتزامن ذلك مع إعلان الجيش العراقي عن قرارٍ يقضي بترشيح هادي العامري خلفاً للمهندس الذي كان يشغل منصب نائب رئيس "الحشد الشعبي" حتى لحظة اغتياله مع سليماني.
البديل والأصيل
وعلّق المحلل السياسي السوري على تعيينهما، قائلاً إنّه "من السهل إيجاد بديل لسليماني ليشغل منصبه الرفيع في "فيلق القدس" ولكن هذا البديل لن يتمتع بصفات الأصيل، خاصة وأن المجموعات الّتي كان يشكّلها، هي كغيرها من مجموعات المنطقة تعتمد على الأفراد سيما وأنّ طبيعة نشاطها غير مؤسساتي، لذلك يؤدي الأفراد فيها دوراً كبيراً في عملها العسكري والأمني، لذا فغياب أي شخصية كبيرة منها، سيؤثر ويضعف عملها رغم وجود البديل وتعيينه على الفور".
ورأى أنّ "المجموعات الإيرانية في سوريا ستفتقد سليماني ومهاراته سيما وأنه كان يتمتع بكاريزما ملفتة رغم وحشيته، وكانت تعتمد عليه القوات السورية بتنظيم المناطق التي أعادت سيطرتها عليها من خلال تشكيل مجموعاتٍ موالية لإيران فيها".