كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باغتيال قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني"، اللواء قاسم سليماني، كان رفضه أسلاف ترامب السابقون، خشية أن يؤدّي ذلك إلى الحرب.
ففي إحدى الليالي من كانون الثاني 2007، تعقّبت قوات "الكوماندوز" الخاصة التابعة للعمليات الأميركية خصماً "سيّئ السمعة" وهو يقود قافلة من إيران إلى شمال العراق "اللواء قاسم سليماني، قائد الأمن والمخابرات الإيراني الأعلى"، لكن، وبحسب الصحيفة، أوقف الأميركيون العملية في اللحظة الأخيرة، وتمكّن سليماني من الهرب في الظلام.
لكن في وقت مبكر من يوم الجمعة، أطلقت طائرة أميركية من طراز "MQ-9 Reaper" صواريخ على قافلة من السيارات تحمل سليماني أثناء مغادرتها مطار بغداد الدولي.
ووفقاً للصحيفة، فإنّه ما زال غير واضح لماذا اختار ترامب هذه اللحظة لضرب القائد العسكري الأعلى لإيران، بعد أن اختار رئيسان من قبله عدم القيام بذلك، خشية أن يؤدّي قتل سليماني إلى إثارة حرب أوسع مع إيران.
واتُهم اللواء سليماني بتشجيع المجموعات الموالية لإيران في المنطقة على مهاجمة الأميركيين لأكثر من عقد. وقد ألقى المسؤولون الأميركيون باللوم عليه، لأكثر من عقد من الزمان، في العمل مع منظمات في بلدان أخرى، مثل "حزب الله" في لبنان وكذلك "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، لمهاجمة الحلفاء والمصالح الأميركية.
وتضيف الصحيفة أنّ تتبّع موقع الجنرال سليماني منذ فترة طويلة كان أولوية لوكالات التجسّس والجيش الأميركي وإسرائيل، خاصة عندما كان في العراق.
وقال المسؤولون إنّ "سليماني يسافر غالباً بدون الخشية من العقاب، كما لو كان يشعر أنه لا يمكن المساس به، لدرجة أَن قائداً أميركياً كبيراً سابقاً أوقف طائرته العسكرية بجانب طائرة سليماني في مطار أربيل في شمالي العراق".
وقال القادة والمسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون إنّ "هجوم صباح الجمعة استند بالتحديد إلى مجموعة من المعلومات من المخبرين السريين، وعمليات التجسس الإلكترونية، وطائرة الاستطلاع، وأدوات المراقبة الأخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "تم إطلاق مهمة سرية للغاية لتحديد مكان وضرب الجنرال سليماني بعد وفاة مقاول أميركي يوم الجمعة الماضي"، وفقاً لمسؤولين أميركيين كبار.
فرصة لقتله
وأمضت قيادة العمليات الخاصة للجيش الأيام الماضية بحثاً عن فرصة لقتله. وكان الخيار المقدم، والذي تمت الموافقة عليه في النهاية، يعتمد على وصول سليماني إلى "مطار بغداد الدولي".
وقال مسؤول أميركي إنّه "إذا قابله مسؤولون عراقيون فسيتمّ إلغاء الضربة"، لكن المسؤول قال إنّه كان "هدفًا نظيفًا"، وتمت الموافقة على الضربة.
وتضيف الصحيفة: "لقد كان قرار ترامب بقتل الجنرال سليماني قراراً رفضه الرئيسان جورج بوش وباراك أوباما، خشية أن يؤدّي ذلك إلى الحرب لكنّ ترامب نفذه".