خبر

هل نجحت قمة حلف الناتو.. وماذا حقق ترامب منها؟

رغم إعلان قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بيانهم الختامي، أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يواصل تهديد الحلف، إلا أن الدول الأعضاء اختلفوا في تعريف "الإرهاب"، وتحديدا فيما يتعلق بمطالبة تركيا تصنيف الوحدات الكردية بسوريا كإرهابيين. فماذا حققت هذه القمة، أين أخفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأين نجح؟.

وكذلك شدد زعماء الدول المشاركة في حلف الناتو في بيانهم الختامي على أهمية الرابطة الأطلسية المستمرة بين أوروبا وأميركا الشمالية، بالذكرى الـ70 لتأسيس الحلف، وفي ظل التساؤلات المتكررة عن مصير "الناتو" مع حالة الجدل والتباين الواضح في مواقف أعضائه.

وفي هذا السياق، رأت صحيفة "باربرا فيزل" الألمانية، أن النقاش الدائر حول نهاية حلف شمال الأطلسي قديم قدم الحلف نفسه، ومنذ 70 عاما تبقى التقارير حول زواله القريب مبالغة جدا، معتقدة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محق عندما قال إن "الناتو ميت دماغيا وذلك منذ مدة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعمل بقرارات انفرادية، مستشهدة بذلك على انسحاب قواته دون تنسيق من سوريا، وفتح الباب للتدخل العسكري التركي ضد الأكراد.

وتابعت: "هذا فقط مثال واحد على عدم قدرة ترامب على اتخاذ قرارات استراتيجية في المصلحة المشتركة، وداخل حلف الناتو يأملون في صمت في ألا يعاد انتخابه في السنة المقبلة"، لافتة إلى أنه لأول مرة تم خلال لقاء لندن الحديث عن الصين كتحد مستقبلي.

من جهة أخرى، رأت مجلة "واشنطن إكزامينر" الأميركية، أن قمة الناتو كانت ناجحة، رغم تبادل ترامب وماكرون بعض الكلمات الحادة، مضيفة أنه "رغم التغطية الإعلامية الزائدة على خلافات الحلف وأنه قد مات، فإن قمة الناتو في لندن حققت نجاحا هائلا".

وأشارت المجلة إلى أن أبرز نجاحات قمة الناتو، تمثلت بتراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تهديد سابق، بمنع دعم الناتو لدول البلقان وبولندا، مستدركة بقولها: "أردوغان ما زال متمسكا بهذا الأمر ما لم يعترف أعضاء الحلف بجماعة حماية الشعب الكردية في سوريا كمنظمة إرهابية".

وأكدت المجلة أن "هناك تطورا إيجابيا بأن تركيا قد تعيد النظر في احترامها المتزايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أن "الاتفاق على استراتيجية أمنية في قمة الناتو، أمر كبير بحد ذاته".

وتابعت أن النجاح الآخر لقمة الناتو هو "استمرار اتفاق الحلفاء على زيادة الإنفاق الدفاعي"، منوهة إلى أن إدارة ترامب اتخذت نبرة تصالحية أكثر في القمة، ولم يهدد الرئيس الأميركي الدول الأخرى بالطريقة نفسها التي فعل بها في اجتماعات الناتو السابقة.

وحول ما حققه ترامب من القمة، قالت المجلة الأميركية إنه "فاز بزيادة كبيرة في الإنفاق نتيجة لضغطه العلني على الحلفاء".

وبشأن متصل، ذكرت مجلة "نيويورك" أن خطة ترامب لجعل العالم يحترم أمريكا تنجح مرة أخرى بعد انتهاء قمة "الناتو"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ماكرون استخدم علم النفس العكسي لاستفزاز ترامب للتعبير عن الثناء على حلف الناتو، الذي انتقده سابقا وسعى إلى الانسحاب منه.