وتراجع رئيس الوزراء عن القرار على خلفية تصاعد عمليات القمع ضد المحتجين، وعمد إلى "سحب يد رئيس خلية الأزمة في محافظة ذي قار الفريق جميل الشمري وتعيين الفريق سعد حربية بدلا عنه"، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي.
وكان محافظ ذي قار عادل الدخيلي طالب رئيس الوزراء بإبعاد الفريق جميل الشمري لإخلاله بأمن المحافظة، كما دعا إلى "تشكيل لجنة تحقيقية ومعاقبة كل من تسبب بسقوط دماء أبناء المحافظة".
وفرضت السلطات العراقية حظرا للتجول في الناصرية الواقعة بجنوب العراق الخميس بعد مقتل واصابة عشرات المتظاهرين بالرصاص، فيما استمر إطلاق النار منذ الصباح الباكر في الناصرية عند محاولة القوات الأمنية تفريق التظاهرات.
ورغم حظر التجول الذي فرضته السلطات وارتفاع عدد القتلى تجمع المتظاهرون وتمكنوا من اضرام النيران بمقر قيادة الشرطة والسيطرة على جسرين رئيسيين.
الموكب والعشائر
وشارك آلاف الأشخاص الخميس في موكب تشييع ضخم في وسط الناصرية بالتزامن مع هذا التصعيد، رغم حظر التجول الذي فرض فيها قبل ساعات، كما أفادت "فرانس برس".
وتمكنت مجموعة عشائرية عراقية من السيطرة على جسر فهد، الرابط بين الناصرية وبغداد، حيث أعلنت عشائر آل غزي توجهها نحو ساحة الحبوبي في الناصرية لمؤازرة المتظاهرين.
وقررت عشائر عراقية حمل السلاح، في مواجهة قوات الأمن لحماية المتظاهرين، وتحديدا في محافظات الوسط والجنوب، مما يمثل تطورا جديدا في الاحتجاجات.
السلطات تتقاذف المسؤولية
من جهة أخرى، قال قائد شرطة ذي قار اللواء محمد زيدان، إن الشرطة لم "تصدر أي توجيهات بإطلاق النار ولم نأمر بالصدام مع المتظاهرين من أهلنا في ذي قار".
اوضح في بيان أن الشرطة أكدت على "الحفاظ على سلمية المظاهرات لسلامة الجميع (...) مدينتنا يخيم عليها الحزن لما أصابها من احتكاك بين قوات الأمن القادمة من خارج المحافظة والمتظاهرين".
وأفادت مصادر "سكاي نيوز" بأن محافظ ذي قار عادل الدخيلي، طالب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بإبعاد الفريق جميل الشمري رئيس خلية الأزمة في ذي قار لإخلاله بأمن المحافظة، كما طالب الدخيلي بتشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كل من تسبب بسقوط دماء أبناء المحافظة.
واشارت تقارير في الإعلام المحلي في وقت لاحق إلى أن الدخيلي هدد بالاستقالة في حال لم يتم إبعاد الشمري.
ورغم أن محافظات جنوبي العراق شهدت مواجهات الخميس، مثل السماوة، فإن أعنفها كان في الناصرية مركز محافظة ذي قار.
ويشهد العراق أكبر موجة احتجاجات منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، قُتل فيها المئات، منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب البلاد، أوائل أكتوبر.
ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يقولون إنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية، بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم على مستوى جيد.