تستضيف فرنسا على مدى 3 أيام زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في وقت تشكل المواضيع الخلافية بين القادة "حقل ألغام" يسعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون الى تفكيكه. يأتي ذلك وسط توقعات بأنّ تكون أعمال هذه المجموعة التي تبدأ، السبت، في بياريتس بجنوب فرنسا، مشحونة مع قادة تختلف آراؤهم حول الملفات الكبرى العالمية، وسط تأهب أمني ملحوظ لمواجهة "المعارضين" وخطر حصول تجاوزات. فما الذي ينتظر سيد الإليزيه؟.
ومن إيران إلى ملف التجارة مرورا ببريكست تتضاعف نقاط الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتحضر لعملية إعادة انتخابه ورئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون وخمسة زعماء آخرين. ومن المتوقع أن يستخدم ماكرون الدبلوماسية والليونة لاقناع نظرائه بالاتحاد بدءاً بالعشاء لافتتاح القمة السبت وحتى المؤتمر الصحافي الختامي بعد ظهر الإثنين، فيما يتوقع مراقبون أن تكون أجواء القمة متشنجة ومشحونة بمجموعة من الملفات، أبرزها محاولة ماكرون الاستحصال على موقف أميركي يُخرج أزمة الاتفاق النووي من عنق الزجاجة، عبر توضيح الاستراتيجية الأمريكية لدفع الإيرانيين إلى التحرك.
وفي هذا السياق، يُنتظر لقاء ماكرون مع ترامب، بعد سلسلة المواقف المتشنجة بين الرجلين، إذ انتقد ترامب نظيره الفرنسي بشدة وحذره من أنه "لا أحد سوى الولايات المتحدة يتحدث باسمها"، غامزا من قناة إيران، متحدثا عن "حماقة ماكرون" بعد قرار فرنسا فرض ضرائب على الشركات الرقمية الأمريكية الكبرى.
روسيا - الحاضر الغائب
وستتركز المفاوضات بين ترامب وميركل، حسب المسؤول، على مسائل أمن الطاقة والمخاوف الأميركية بشأن اعتماد أوروبا على صادرات الغاز الروسي.
وأما بخصوص قمة ترامب-جونسون، فإنها ستتناول ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإمكانية التفاوض على اتفاقية تجارية ثنائية بين لندن وواشنطن. أمّا في اللقاء مع مودي، فسيطلع ترامب على خطة رئيس الحكومة الهندية بشأن تخفيف التوتر حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، بالإضافة إلى المسائل التجارية، وذلك في وقت تسعى واشنطن إلى إقناع نيودلهي بخفض التعريفات على الواردات من الولايات المتحدة وفتح أسواق الهند أمام المنتجات والخدمات الأميركية.
على الصعيد الأمني
أمنيا، أغلقت السلطات الفرنسية قبل يومين محطات القطار والمطار المحيطة بمنطقة بياريتس، وأعلنت قوات الأمن الفرنسية حالة تأهب قصوى، ونشرت أكثر من 13 ألف شرطي في المنطقة، حيث يخشى أن يؤدي تجمع كبير للمعارضين للقمة إلى أعمال عنف يوم السبت.
وأشار البيان إلى أن الاعتمادات الممنوحة لا تتيح للنشطاء الخضر دخول "المنطقة الحمراء" حيث ستدور المشاورات الرئيسية، وحتى أنهم لا يستطيعون متابعتها من المركز الإعلامي، محذرا من أن قرار قصر الإليزيه يشكل سابقة خطيرة ولا يمكن للمجموعة قبوله.