خبر

هل فعلاً انتهى الإتفاق النووي؟

ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنه "يتعين على قادة مجموعة السبع، المقرر أن تعقد اجتماعها الأسبوع المقبل، قبول حقيقة أن الاتفاق النووي الإيراني قد انتهى إلى الأبد".

وحذر الباحث من أن التهديد الأمني الذي تشكله إيران على الأمن الإقليمي والدولي يُعد خطراً حقيقياً عاجلاً، كما أن محاولة تجاهل هذا الواقع وإحياء الاتفاق النووي الفاشل بكلمات دافئة لن تقود إلى النهج الأمثل الذي يجب اتباعه للتصدي لهذه القضية.

ويتوقع الباحث أن تشهد قمة قادة مجموعة السبع التي سيتم عقدها هذا الأسبوع في منتجع "بياريتز" بفرنسا استمرار الخلافات حول الموقف إزاء إيران والإجراءات التي يجب اتخاذها ضدها. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد حض المسؤولين البريطانيين، خلال زيارته إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، على تبني موقفاً أكثر تشدداً ضد طهران، حيث اكتسب اقتراحه بتشكيل تحالف دولي بحري في الخليج بعض القوة.

ويلفت الباحث إلى أنه خلال العام الماضي تورط الحلفاء الأوروبيون في محاولة الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، ولكن ربما يدرك الجميع الأمور على حقيقتها بنهاية هذا الأسبوع؛ وبخاصة لأن استمرار العمل بالاتفاق لم يعد ممكناً، ويجب أيضا عدم محاولة انقاذه.

ويعتبر الباحث أن الاتفاق النووي الإيراني كان "معيباً" في جوهره منذ البداية؛ فقد استبعد فريق التفاوض بشكل كامل أولئك القريبين من إيران، لتنفيذ سياسة وضعتها حكومات على بعد آلاف الأميال، وهو نهج يذكرنا بالعصر الاستعماري القديم.

وبحسب المقال، تجاهل الاتفاق تماماً تمويل إيران لـ"حزب الله" وحماس والحوثيين، ولم يكن هذا الأمر ليحدث لو كانت دول الخليج أو إسرائيل على طاولة التفاوض آنذاك. والمفارقة أن صفقة النووي الإيراني أسفرت عن تحرير أموال إضافية تدفقت إلى هؤلاء الوكلاء من خلال تمويلات ضخمة من إيران.

ويقول الباحث: "لذلك تواجه السعودية أخطار إطلاق الحوثيين لصواريخ ضد الأهداف المدنية السعودية، كما نشر حزب الله مقاتليه المشاة في سوريا، وتتعرض جنوب إسرائيل إلى القصف المستمر من صواريخ حماس الممولة إيرانياً".

ويشدد المقال على أن الاتفاق النووي قد أخفق بشكل واضح في إثبات زعم أوباما أن "هذه الصفقة سوف تلبي حاجات الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفاؤها"؛ لاسيما أن الوضع الحالي في الخليج يشهد تصعيداً نشطاً للتوترات من قبل طهران.

ويصف الباحث استيلاء طهران على ناقلة النفط البريطانية خلال الشهر الماضي بأنه يمثل جزءاً من جهد أوسع لابتزاز الدول الأوروبية للحفاظ على تدفق الأموال بموجب الاتفاق النووي في ظل استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

ويقول الباحث: "لا شك في أن الأوروبيين مضللون تماماً إذا اعتقدوا أن إطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية التي كانت محتجزة في جبل طارق بنهاية الأسبوع الماضي من شأنه أن يقود إلى تهدئة إيران ووضع حد لتصعيد التوترات الذي تعمد إليه طهران".

ويتطلب الشحن التجاري في مضيق هرمز الآن، وهو أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، حماية من السفن البحرية الحليفة، ومن ثم فإن مصالح الأمن القومي للحلفاء الأميركيين في المنطقة لم تتحسن، ناهيك عن اقتران ذلك بتمويل إيران للعنف والإرهاب في المنطقة.

ويلفت الباحث إلى أنه بغض النظر عن الصخب الصادر عن العواصم الأوروبية، فإن الواضح أن الاتفاق النووي قد مات بالفعل حتى مع محاولات لندن وباريس وبرلين وبروكسيل انقاذه. والواقع أيضاً أن تلك العواصم لديها سلطة محدودة لتشجيع رجال الأعمال على المخاطرة بانتهاك العقوبات الأميركية وإثارة غضب الولايات المتحدة في حال التعامل مع إيران.