خبر

'صهيوني حتى النخاع'.. صحف عربية: هذه تحديات 'ترامب البريطاني'

لا تزال إستراتيجيات بوريس جونسون رئيس حزب "المحافظين" الجدد في بريطانيا والذي سيتولى رئاسة مجلس الوزراء خلفاً لتيريزا ماي، محل تساؤلات سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي، وخصوصاً حول تعاطيه مع الكثير من القضايا ذات الارتباط الوثيق بالشرق الأوسط. هذه التحديات إضافة الى الملف الأبرز المتعلق بكيفية تأثير فوز جونسون على الأزمة مع إيران، شكلت عناوين لأبرز الصحف العربية، التي إستذكرت مواقف لجونسون "الصهيوني حتى النخاع".

وقرأت صحيفة "القبس" الكويتية ما أسمته بإستراتيجية جونسون لاستحقاقات بريطانيا على الصعيد الخارجي، بصورة يمكن أن تؤثر على العرب مع تشابك وتعقد الملفات السياسية بالمنطقة والعالم. ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية إسرائيلية تصريحات جونسون السابقة التي قال فيها إنه "صهيوني حتى النخاع"، وأن إسرائيل هو البلد الذي يحبه. فضلاً عن مناقشة القبس لموقفه من إيران، حيث وصف احتجازها لإحدى ناقلات النفط البريطانية بأنه قرصنة لا يجوز الصمت عليها، وهو ما يمكن أن يؤثر في مواقف لندن السياسية إزاء هذه الأزمة.

وقالت الصحيفة الكويتية إن جونسون أفعاله مجهولة، مشيرة إلى صعوبة التنبؤ بما يقوم به، وأضافت "نجا من الفضائح، وواجه كل المصاعب ليصبح عمدة لندن، وكذلك لتمرير الاستفتاء على ترك الاتحاد الأوروبي"، ليطرح انتخابه الكثير من التساؤلات. 

موقفه من إيران
وطرحت صحيفة "اندبندنت عربية" موقف جونسون من أزمة الخليج وتعاطيه مع إيران، وقالت إنه لن يذهب على الأرجح إلى إطلاق عمل عسكري ضد طهران، رداً على احتجازها ناقلة النفط البريطانية، مستشهدة بما قاله أثناء مناظرته التلفزيونية مع وزير الخارجية جيريمي هنت، حيث قال إنه "لن يدعم عمليات عسكرية محتملة تطلقها الولايات المتحدة ضد طهران".
غير أن الصحيفة رأت أن انتخاب جونسون سيشكل فرصة لدفع أوروبا في اتجاه مقاربة جديدة حيال إيران، وتقول الصحيفة: "إذا ضم جونسون بريطانيا إلى حملة "الضغط الأقصى" الذي تمارسه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طهران، وأيد الدعوة إلى اتفاق نووي جديد، يمكن أن تجد أوروبا نفسها مضطرة للانضمام إلى شريكيها الإنغلوفونيين، والوقوف جبهة واحدة ضد إيران".

بين أميركا وبريطانيا
ورغم حديث الكثير من الدوائر عن علاقة جونسون بترامب، وهي العلاقة التي دفعت ببعض الصحف لوصف انتخاب جونسون بأنه ترامب جديد في لندن، قالت صحيفة "العرب" إن أي موقف بريطاني من إيران يجب أن يكون مرهوناً بموقف الولايات المتحدة. وقالت: "دون الولايات المتحدة، لا تستطيع بريطانيا أن تفعل شيئاً مع إيران التي أظهرت مدى استعدادها للذهاب بعيداً في تحدّي المجتمع الدولي عبر احتجازها ناقلة نفط كانت تبحر في مياه الخليج".
ولفت إلى أن "إيران تبحث عن مواجهة عسكرية ما كي تتمكن من التفاوض مع الأميركيين من موقع قوّة"، موضحاً أن إ"يران تسع إلى الاستفادة قبل كل شيء من وضع الرئيس دونالد ترامب الذي لا يهمه في الوقت الحاضر سوى الانتخابات الرئاسية الأميركية في خريف السنة 2020".

 

على صعيد متصل، ومع تصاعد التوترات وإستمرار المواجهة في الخليج، كتبت الباحثة سوزان مالوني في مقال نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، أنه يتعين على رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون استخدام تقاربه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تهدئة الأزمة مع إيران لتجنب المواجهة العسكرية. 

ومن أجل الخروج من هذه الأزمة، ترى الباحثة أنه بإمكان جونسون استغلال تقاربه مع ترامب لتخفيف المسؤولية الملقاة على عاتقه وفي الوقت نفسه تعزيز العلاقات عبر الأطلسي المدمرة في شأن إيران. 
ويؤكد المقال انتهاك طهران للوائح والقوانين الدولية من خلال احتجاز ناقلة النفط البريطانية "إستينا إمبيرو"، وهي بمثابة انتقام لأنها وقعت عقب فترة وجيزة من احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق للاشتباه في انتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا.

 

وتختتم الباحثة بأن جونسون ربما يكون في وضع جيد يسمح له بالعمل مع واشنطن لتعزيز هذه الرسالة وإعادة بناء نهج مشترك للحفاظ على الأمن في الخليج من خلال إحياء الدبلوماسية الجادة مع إيران والوصول إلى اتفاق متوازن، بالتأكيد لن يلبي جميع مطالب واشنطن ولكن ربما يوفر فرصاً لحل قضايا محددة مثل احتجاز إيران للمواطنين الأجانب والحد من الصراع في الخليج بناء الثقة، وبخاصة لأن استمرار التهديد المستمر لأهم ممر للطاقة في العالم واستدامة العقوبات الأميركية ضد الاقتصاد الإيراني سيكون لهما تداعيات مدمرة لجميع الأطراف.