ونقل موقع "أحوال" التركي عن روبنسون قوله إن المخابرات الأميركية "تدق جرس الإنذار" حول علاقة واشنطن وأنقرة، لأن الخلافات المستمرة تعمق الفجوة بين البلدين.
وألقى التقرير السنوي باللوم على "السلطوية المتزايدة" للقادة في تركيا، التي تنحرف بوصلتها "كدولة بعيدا عن الولايات المتحدة"، مما جعلهم أكثر استعدادا لتحدي حلفاء الولايات المتحدة، وفق ما نقلت قناة "العربية".
مناوشات متبادلة
ويأتي تقرير مجتمع المخابرات الأميركية، وهي وكالة حكومية فيدرالية أميركية منفصلة، بعد عام شهدت فيه العلاقات الأميركية-التركية توترات بسبب احتجاز مواطنين أميركيين في تركيا، بينهم القس أندرو برونسون. وكذلك قيام الولايات المتحدة بدعم المجموعات الكردية في سوريا والذي اعتبرته أنقرة تهديدا لها.
وعلى الرغم من إطلاق سراح القس برونسون في تشرين الأول الماضي، فإن القضايا في سوريا مازالت تشكل مصدراً مستمراً للتوتر يؤدى إلى إرباك إضافي في الحكومة الأميركية.
وقال روبنسون إن الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، اضطر إلى التخلي عن تعهده بسحب القوات الأميركية من سوريا على المدى القريب، بعدما أعلن عن الانسحاب الفوري في 19 كانون الأول الماضي.
استراتيجية أميركية للدفاع عن الأكراد
وأضاف روبنسون أن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين قدموا "تعديلًا على مشروع قانون يتعلق بالسياسات الشرق الأوسط في مجلس الشيوخ"، وبمقتضى هذا التعديل سيتعين على ترامب أن يقدم إلى الكونغرس "استراتيجية للدفاع عن الأكراد في شمال سوريا".
وإذا مضى تعديل مجلس الشيوخ على مشروع القانون قدما في مساره، يمكن أن يدفع تركيا باتجاه مزيد من التصدع في العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو ما حذر المحللون من أنه تطور حقيقي محتمل.
ونقلت وكالة UPI عن مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بولنت علي رضا قوله: "ما مقدار الضغط الذي يمكن أن تتحمله هذه العلاقات قبل أن تتصدع؟ لا أعتقد أن الصدام أمر وارد على المدى القريب، لكن مازالت هناك هوة وتزيدها الخلافات اتساعا، كما أن هناك تزايدا في عدد القضايا المدرجة في قائمة الخلافات".
وتتوافق أطروحة بولنت مع ما صرح به مدير المخابرات القومية الأميركية، دان كوتس، والذي أعرب أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، عن أن تقييمه للأمر هو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ربما يعتبر تحالف تركيا مع الولايات المتحدة "مهمًا، ولكنه ليس حاسمًا."
وبالنسبة إلى بولنت، فإن انجراف تركيا بعيداً عن الولايات المتحدة يعود جزئياً إلى نهاية الحرب الباردة، ما يعني زوال "الخوف من الخطر المشترك الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي، وأدى إلى زيادة ترابط العلاقات بين واشنطن وأنقرة ".