وفي آخر فصول هذه الحرب أنّ ترامب توعّد تركيا بتغريدة على حسابه على "تويتر"، إذ حذّرها من "كارثة اقتصادية" في حال شنت هجوما ضد الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا. وقال ترامب: "سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد. سنقيم منطقة آمنة بعرض 20 ميلا".
من جهتها، سارعت تركيا إلى الرد على تهديد ترامب، إذ أكّد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين أنّ "مساواة الأكراد السوريين بالمسلحين الأكراد خطأ فادح".
وتابع كالين في تغريدة على "تويتر": "دونالد ترامب.. لا يمكن أن يكون الإرهابيون شركاءك وحلفاءك"، مطالبا الولايات المتحدة بـ"احترام شراكتنا الاستراتيجية"، متوعداً بـ"مواصلة القتال ضد كل الجماعات الإرهابية".
الاقتصاد التركي
وعانى الاقتصاد التركي هذا العام من الكثير من الاضطرابات متأثراً بقوة الدولار الأميركي والعقوبات الاقتصادية الأميركية.
وحذر تقرير لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية تركيا من أنّها عين العاصفة الاقتصادية وعلى شفير الركود، بعد تسجيل أرقام النمو السالبة في الربع الثالث من 2018.
وتقلص الاقتصاد التركي بنسبة 1.1% في الربع الثالث من 2018 مقارنة مع الفصل الذي سبقه، وسيدخل رسميا في الركود إذا انكمش لفصل آخر.
كما سجلت الليرة التركية العام الفائت أداء سيئاً، إذ تراجعت مقابل الدولار بنحو 30%، كذلك يبقى التضخم مرتفعا جدا على الرغم من تراجعه 5% إلى 20% خلال الشهرين الماضيين، بعد أن وصل إلى 25% في تشرين الأول الماضي، وهو أعلى مستوى له في 15 عاما.
أردوغان vs بولتون
وتزامناً مع وجود مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في أنقرة، جدّد أردوغان رفضه بشدة الموقف الأميركي الداعي إلى ضمان حماية القوات الكردية المسلحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوات الأميركية- إذ يعتبرها ذراعاً لـ"حزب العمال الكردستاني" التي تخوض تركيا حرباً معه منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وهددت أنقرة مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية بشن هجوم لطرد هذه القوات التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفةً أساسية في الحرب ضد "داعش" من شمال سوريا.
وكان بولتون صرح خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، أنه يجب توافر شروط، من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
جولة بومبيو وتصريح سعودي
ووصل بومبيو، أمس الأحد إلى الرياض قادماً من الدوحة، حيث من المقرر أن يحث ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في إطار جولته في الشرق الأوسط.
وفي غضون ذلك، وصف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، سحب القوات الأميركية من سوريا بأنه "تطور سلبي جدا"، وأنه سيعزز قوة روسيا وإيران و الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذر الفيصل من أن الانسحاب الأميركي "سيؤدي إلى زيادة الوضع تعقيدا بدلا من علاجه، وسيؤدي إلى تعزيز الوجود الإيراني والروسي وحكم الرئيس بشار الأسد".