خبر

كيف يستعد الأوكرانيون للحرب المحتملة؟

تشارك مارتا يوزكيف، وهي طبيبة متزوجة ولديها 3 أبناء، في تدريبات عسكرية بضواحي كييف، السبت من كل أسبوع رفقة زوجها ونجلها الأكبر، من أجل حماية بلادها أوكرانيا ضد أي عدوان محتمل.

مارتا التي تعمل لدى شركة دولية متخصصة في الأبحاث السريرية داخل أوكرانيا، واحدة من السيدات الأوكرانيات اللواتي حرصن على المشاركة في جهود الاستعدادات الشعبية المدعومة من الحكومة، لمواجهة التهديدات والحرب المحتملة.

وتنقل عنها تقارير إعلامية قولها، “لا أريد حربا أو قتالا. أنا امرأة مدنية لكن أريد أن أكون جاهزة”.

ودخل مدنيون في أوكرانيا على خط المواجهة مع التهديدات الروسية من خلال دورات “الدفاع المدني”، التي خضع لها كثيرون خلال الأسابيع الماضية، منخرطين في “وحدات الدفاع الإقليمي” التي تشكلت عام 2014، وتضم جنود الاحتياط وقدامى المحاربين ومجموعات متطوعة من المدنيين.

وبموازاة ذلك، تبزغ أيضا استعدادات شعبية خاصة على صعيد الإجراءات الوقائية المتصلة بحماية النفس والممتلكات حال نشوب الحرب، من خلال جهود توعوية بأدوات وطرق الوقاية الذاتية وقت الأزمات، مع اهتمام وسائل الإعلام في كييف بتقديم نصائح للمدنيين بالتعامل في مثل تلك الأزمات.

وأنشئت مراكز تدريب على الدفاع المدني في أنحاء أوكرانيا، يتم خلالها تعليم المتطوعين طرق “صد المعتدي بشكل احترافي”، وذلك ضمن حملة رفعت شعار “لا تنزعج. استعد”.

ودخل قانون “المقاومة الوطنية” في أوكرانيا حيز التنفيذ مطلع 2022، ويسمح باستقطاب قوات الدفاع الشعبي لحماية البلاد.

وتشمل التدريبات أشخاصا من فئات مختلفة، بين أكاديميين ورجال أعمال ومسوقين وأيضا طلاب وأولياء أمور، حسبما نقلته صحيفة “ليغا” الأوكرانية، التي أشارت في تقرير لها إلى أن “المشاركة في الدفاع طوعية تماما، بينما هناك قيود على السن، حيث يشارك من هم بين 18 و60 عاما اجتياز مقابلات خاصة ولجان طبية”.

وتُرفض مشاركة من يعانون ظروفا صحية، وكذلك أولئك الذين لديهم أكثر من إدانتين أو حكم بارتكاب جريمة خطيرة.

وتتضمن التدريبات التي يديرها مدربون محترفون من ذوي الخبرة القتالية، مجموعة من المهام الأساسية، من بينها أساسيات الرعاية الطبية والاتصالات اللاسلكية والأمن من الألغام والمتفجرات، فضلا عن المهارات القتالية الفردية وقواعد التعامل مع الأسلحة، كما تتضمن أيضا أساسيات الرعاية المنزلية، والتعرف إلى محتويات حقيبة الإسعافات الأولية العسكرية.

وأبرزت تقارير أوكرانية المشاركات النسائية الطوعية في تلك التدريبات، في الوقت الذي حرصت به كثير من السيدات على المشاركة رفقة عائلاتهن.

وفي حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، يعلق رئيس تحرير موقع “أوكرانيا بالعربية” محمد فرج الله، على هذه التدريبات، قائلا، “الغزاة عادة ما يضعون باعتباراتهم الجيوش التي تقابلهم، لكن على روسيا حال أقدمت على اقتحام أوكرانيا أن تضع في اعتبارها الشعب أيضا بناء على ذلك”.

وأضاف فرج الله أن “الشعوب لا تُهزم، ومن هذا المنطلق تأتي التدريبات التي تتم تحت إشراف وإدارة وزارة الدفاع الأوكرانية”، لافتا إلى أن “هناك حرصا على المشاركة من قبل المدنيين من مختلف الأطياف في هذه الفعاليات أيام السبت والأحد من كل أسبوع، وهي الدورات التي لم نشهد مثلها من قبل على هذا النحو داخل أوكرانيا”.

ويوضح المصدر أن “التدريبات تشمل أساليب المقاومة الشعبية ضد أي عدوان، وبالتالي على الروس هزيمة الشعب والشعب لا يهزم” وفقا لتعبيره.

وفي وقت سجل به آلاف الأشخاص على الإنترنت كمتطوعين بقوات الدفاع الإقليمي (بحسب سيرغي فيشنيفسكي، وهو أحد المدربين المشاركين)، تداول أوكرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي دعوات مشجعة لتلك الجهود التطوعية.

وكتب أحد المعلقين، وهو محامي يدعى جورهول، “اليوم يجب على جميع الأوكرانيين أن يتذكروا مهاراتهم العسكرية والقتالية. أوكرانيا فوق كل شيء. الحرية ديننا”، مشيرا إلى مشاركة لفيف من التخصصات المختلفة في تدريبات الدفاع المدني.

وقبل أيام، نظم حزب “الفيلق الوطني” اليميني في كييف تدريبات عسكرية لعناصره، لمواجهة أي غزو روسي محتمل.

لكن في المقابل، ثار قلق البعض بشأن تسليح مجموعات شعبية، وانعكاسات ذلك على احتمالية انتشار الجريمة في المجتمع.