خبر

كازانخستان... تهم روسية بتورّط واشنطن!

بعيد اندلاع الأزمة الكازاخستانية بأيام، صدر تصريح استفزازيّ لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، طالب فيه السلطات الكازاخستانية بتعليق طلب المساعدة من منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" التي تجمعها مع الاتحاد الروسي.

بلينكن دعا السلطات في كازاخستان إلى عدم إدخال وحدة حفظ سلام من أجل تهدئة الصراع الداخلي، وكان ذاك بمثابة بداية مرحلة جديدة من المواجهة "الجيو – سياسية" بين موسكو وواشنطن في بلدان منطقة آسيا الوسطى.

مؤشرات عدّة تدلّ إلى أنّ هذه المواجهة آخذة بالتمدد، ويمكن ذكر أهم خمس مؤشرات من أجل الإستدلال إليها:

1- صمت الولايات المتحدة خلال اندلاع الاضطرابات في كازاخستان، يشير صراحة إلى نيّة الجانب الأميركي اتهام الاتحاد الروسي بأنّه "معتدٍ"، وخصوصاً بعد أن قرّرت موسكو إدخال "وحدة حفظ سلام" إلى الأراضي الكازاخستانية من أجل وقف التظاهر ضج السلطات هناك.

2- تورّط واشنطن غير المباشر في تنظيم "انقلاب" على السلطات الكازاخستانية القائمة، وذلك  وفق سيناريو يشبه إلى حدّ بعيد، السيناريواهات التي شاهدنا خلال انتفاضات وانقلابات العالم العربي التي تُعرف باسم: "الربيع العربي".

3- التدخل الولايات المتحدة المالي في كازاخستان. فخلال العامين 2020 و2021، خصّصت واشنطن نحو 10 ملايين دولار تحت مسمى "تطوير المؤسسات الديمقراطية" في كازاخستان. ومن أجل ذلك، وزّعت وكالة التنمية الدولية التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) هذه الأموال على المنظمات العامة الكازاخستانية، المتهمة بالتعاون مع واشنطن على "زعزعة الوضع الاجتماعي والسياسي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة".

4- تعيين أوسكار عمروف، السساسي المعروف بتصريحاته المعادية للروس وللإتحاد الروسي، وزيراً للإعلام في كازاخستان. هذا التعيين كان تأكيداً واضحاً على تدخل الولايات المتحدة في الأحداث الأخيرة التي وقعت في كازاخستان، ما قد يسمح بالتنبؤ صراحةً، ببدأ تنامي المشاعر القومية في كازاخستان ضد الروس، وذلك على غرار ما يحصل إلى اليوم في أوكرانيا.

5- تورط ناشطين، ينتسبون إلى هذا الحراك السياسي الذي تدعمه الوكالة الأميركية، وذلك ضمن البرامج التي تُسمى "الخيار الديمقراطي لكازاخستان"، من خلال تنظيم دعوات جماعية للسكان الكازاخ المحليين، من أجل المشاركة بالاحتجاجات وإثارة أعمال الشغب واستفزاز السلطات الحكومية.. وهذا كله بدا واضحاً من خلال نشاط هذه المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي في دول آسيا الوسطى. ويضاف إلى ذلك النقاشات جدّية حول بعض الوقائع تدور على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تشير صراحة إلى احتمال تورط هؤلاء الناشطين بالأعمال المذكورة.

وفق العديد من الخبراء السياسيين، فإنّ هذه التدابير التي اتخذتها واشنطن، كان الهدف منها فتح أبواب النقاش واسعاً أمام الحديث الجادّ حول قدرة نور سلطان (عاصمة كازاخستان) على إعادة الهدوء إلى البلاد، وتنظيم شؤونها الداخلية بشكل مستقل، وذلك من أجل القول إنّ ذلك ما هو إلاً "دليل على محاولات روسيا التدخل في الشؤون كازاخستان"... وكل ذلك هدفه طبعاً خلق مشاعر معادية للروس في المنطقة.