وكان شريكه في اللعبة ذلك اليوم هو السناتور ليندزي غراهام، الذي أصبح من أهم مستشاريه وحثه على عدم القيام بالخطوة "الكبيرة" التي قد تؤدي إلى "حرب شاملة".
وحذره غراهام من الخطوة، وقال له: "ماذا عن قتل شخص في مستوى أدنى من سليماني يمكن أن يستوعبه الجميع".
واستنجد مسؤول طاقم ترامب، ميك مولفاني، بغراهام، وطلب منه أن يعمل جهده لتغيير رأي الرئيس، فيما كان وزير الدفاع، آنذاك، جيمش ماتيس، ينام بزيه الرسمي استعدادا لأي طارئ.
ولم يقتنع ترامب الذي قال إن هجوما دبر ضد القوات الأميركية في العراق وخطط له الجنرال الإيراني وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
وقتل سليماني في 3 كانون الثاني وأدى لرد انتقامي إيراني، ولكن لم يكن على القاعدة التي توقعها غراهام وغيره، بحسب الكاتب.
وقابل وودورد الرئيس الأمريكي 18 مرة وتحدث بشكل مطول مع غراهام ومساعدي ترامب.
والصورة التي تظهر من الكتاب، وفق "الغارديان"، باتت معروفة: رئيس متقلب، يؤثر عليه بسهولة الديكتاتوريون، ويغير موقفه من داع متشدد للحرب إلى متملق لأعدى أعداء الولايات المتحدة.
ويركز وودورد في كتابه على الطريقة التي تلاعب بها القادة "الديكتاتورين"، كما وصفهم، بالرئيس، فرغم التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات 2016، إلا أن مدير الاستخبارات القومية دانيال كوتس أصبح مقتنعا بأن لدى فلاديمير بوتين ممسكا على ترامب.
ويشير الكتاب إلى أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، في أثناء زيارة أجراها إلى القدس المحتلة، تلقى من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتياهو، شريط فيديو، زعم فيه أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحرض على العنف، وذلك بغرض تسليمه لترامب.
واعتقد تيلرسون أن الفيديو ملفق حيث تم أخذ كلمات وجمل خارج سياقها، ولكن ترامب الذي لم يكن يثق بنتياهو اقتنع بالكامل. وفي زيارته إلى بيت لحم انهال بالسباب على عباس ووصفه بالكذاب والقاتل، وبعد ذلك مباشرة، قطع العلاقات الدبلوماسية معه وأوقف الدعم المالي للسلطة.
واقتنع تيلرسون بأن نتنياهو لفق الشريط "لقتل أي مشاعر مؤيدة للفلسطينيين أظهرها الرئيس".