تحت عنوان: "الكاظمي وترامب وجها لوجه: ودّ بارز بين بغداد وواشنطن وطهران تراقب بحذر"، كتب نبيل الجبوري في موقع "مصدر دبلوماسي"، وجاء في المقال:
حفل جدول أعمال الكاظمي بلقاءات عدة: اعضاء في الكونغرس الاميركي، منتدى رجال الأعمال وغرفة التجارة الاميركية، وزير الخارجية مايك بومبيو، مدير عام صندوق النقد الدولي، سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة ناديا مراد وسواها، لكنّه توّج هذه اللقاءات باجتماع استثنائي مع الرئيس دونالد ترامب، حيث التقيا وجها لوجه على مدى قرابة الساعة والنصف في البيت الأبيض، وليس عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" ووسط استقبال مميز بحفاوته من قبل ترامب الذي ظهر شديد الارتياح لاستقبال رئيس الوزراء العراقي، وبدا الكاظمي بدوره محاورا لترامب من الند الى الند.
واشنطن بدورها حثّت العراق على بذل الجهود لتحقيق تطلعات الشعب العراقي ومطالب التظاهرات التي خرجت منذ نهياية العام الفائت منادية بالإصلاحات والقضاء على الفساد ولإقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار. وبالطبع لابدّ لايران احد اللاعبين الاساسيين في الساحة العراقية ان تتحرك تجاه ذلك وان لا تقف موقف المتفرج المنتظر المؤمن بالقضاء والقدر.
وها هي طهران تحثّ الخطى، فقبيل الأنباء عن زيارة الكاظمي لواشنطن وردت انباء عن وصول قائد الحرس الثوري الايراني العميد إسماعيل قاآني بشكل سرّي الى بغداد، ليملي شروط طهران على الكاظمي، تؤكد هذا الامر تصريحات متسارعة من قبل الفصائل المسلحة والكتل السياسية العاملة ضمن الجناح الايراني في العراق التي راحت “توبّخ” الكاظمي على زيارته الاولى إلى الولايات المتحدة الاميركية منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية في أيار الماضي، بالإضافة الى استمرار الرشقات بصواريخ “الكاتيوشا” على قواعد أميركية في العراق بالرغم من انها لا تتمكن غالبا من اصابة اهدافها او الحاق اضرار مادية بتلك القواعد.
الا ان هذه الرشقات ليست إلا لاحراج مصطفى الكاظمي الذي اصطدم بكتائب “حزب الله” العراق في تموز الفائت بعد تنفيذ قوات مكافحة الارهاب عملية نوعية اسفرت عن القبض على 13 عنصرا من “الكتائب” قبل ان تتدخل قوى سياسية لحلحلة الموضوع ومنع تحويله الى صدام مسلح بين قوات الامن والفصائل المسلحة والتي يفترض انها تتبع الدولة العراقية وتنضوي تحت قوانينها، الا ان واقعها يختلف من حيث تلقي الاوامر من “فيلق القدس” وهي لاتتردد في الجهر بذلك.
هذا عراق اليوم وهاهم شبابه وثواره الذين تلاحقهم العبوات والكواتم الغادرة بعد أن فقدت احزاب ايران السيطرة على الأوضاع داخل البلاد.