خبر

أبو الغيط يحذر من 'التنمر الإقليمي' التركي الإيراني

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المنطقة العربية تعاني من "تنمر إقليمي" من إيران وتركيا، داعيا إلى تفعيل العمل العربي المشترك بأسرع وقت ممكن لمواجهة هذا النوع من التحديات. وقال أحمد أبو الغيط في مقال  بعنوان "العالم العربي في مواجهة الجائحة والتنمر الإقليمي التريكي-الإيراني"، ونشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، الجمعة: "تعاني المنطقة في مجملها من تنمر إقليمي من الجيران المباشرين الذين يعملون على استغلال هذه الأوضاع لتثبيت مواطئ أقدام لهم، وترسيخ وجودهم ومصالحهم على حساب شعوب المنطقة من العرب".

وأكد في مقاله، أن حالة "التنمر الإقليمي"، التي يتعرض لها العالم العربي من جيرانه، تشمل "إسرائيل وتركيا وإيران وإثيوبيا"، مشيرا إلى أن الشهور الأخيرة شهدت "تصاعدا ملحوظا في الاجتراء على مصالح دول المنطقة، والتغول عليها من جانب هذه الدول التي تقع في الجوار العربي المباشر".


وتابع: "تمارس كل من إيران وتركيا اعتداءات صريحةً -لم يكن ممكنا تصورها منذ سنوات قليلة- على عدد من الدول العربية".

وأضاف أبو الغيط أن خطة الضم التي تسعى الحكومة الإسرائيلية لتطبيقها "تهدد بإشعال أكبر للمشاعر القومية والدينية ليس في فلسطين وحدها، وإنما عبر المنطقة"، محذرا من أن هذا "الاشتعال قد يتضافر مع الأزمات الناتجة عن الوباء (كورونا) لإنتاج عاصفة مثالية لا يبدو أن إسرائيل تدرك أبعادها".

أزمات تعصف بالمنطقة

وتطرق الأمين العام للجامعة العربية إلى عدد من الأزمات التي تهدد المنطقة العربية، مثل تفشي فيروس كورونا المستجد والأزمات الاقتصادية.

وقال: "الدول العربية تجد نفسها، وهي تواجه جائحة فيروس كورونا المستجد، في وضع لا تحسد عليه، إذ تمر هذه الدول بلحظة بالغة الدقة من تاريخها المعاصر، وبعد عقد من المعاناة والاضطراب أنهك المنطقة ودولها، واستنزف موارد وطاقات ليست قليلة".

وأضاف أنه "في حين تواجه بعض الدول العربية حروبا أهلية تهدد وجودها ذاته ككيانات سياسية موحدة ذات سيادة، فإن دولا أخرى تعاني أزمات سياسية واقتصادية مركبة، تضعها تحت ضغوط شديدة قد تصل إلى حد الانفجار".

الحل.. "مقاربة عربية جماعية"

ويرى أبو الغيط أنه "ليس أمام العرب سوى تفعيل العمل المشترك بأسرع وقت ممكن" لمواجهة "التحديات العالمية والإقليمية، التي قد يخلق تضافرها قوس أزمات ممتد يضم دول المنقطة من مشرقها إلى مغربها".

وقال: "لن يكون في استطاعة أي دولة -مهما كان حجم مواردها وقدراتها-  التصدي للأزمات منفردة، فضلا عن أن الأزمات ذاتها لن تقف عند حدود هذه الدولة أو تلك، وسيقتضي التعامل معها مقاربة عربية جماعية".

وجدد أبو الغيط الدعوة إلى تسريع خطط التكامل الاقتصادي في المنطقة العربية التي زالت تعاني من معدلات متواضعة للتجارة البينية لا تتجاوز 10 بالمئة.

كما أكد على أن "الأزمات الاقتصادية التي خلقتها الجائحة (كوفيد-19) ستعيد ترتيب أوراق كثيرة، حيث ستكتسب التجارة البينية وبرامج التعاون الاقتصادي والمشروعات الإقليمية المشتركة لتوطين الصناعات الاستراتيجية أهمية متزايدة".

وأشار في مقاله، إلى أن ثمة "أفقا مفتوحا أمام تفعيل ما هو قائم بالفعل، واستكمال ما قطع من أشواط، نحو إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وما يستلزمه ذلك من إنهاء سريع وناجز لكافة القضايا المتعلقة بقواعد المنشأ وغيرها".

وشدد أبو الغيط على أن "الخطوة الأولى" نحو إصلاح الأوضاع الإقليمية، تتمثل في "تسوية النزاعات والحروب الأهلية، التي تتمدد كالأورام الخبيثة في الجسد العربي، إذ وفرت هذه النزاعات ثغرات نفذت منها القوى الإقليمية، لتبسط نفوذها وتحقق أجنداتها الخاصة".

وتابع: "مفاتيح الحل في هذه النزاعات سُلمت للأسف لقوى أجنبية من خارج المنطقة.. آن الأوان لكي يقوم النظام العربي بدور فاعل في إنهائها عبر منح الجامعة العربية تفويضا واضحا للتدخل في هذه النزاعات، ولعبِ دور جوهري في تسويتها".

واستطرد بالقول: "فبدون ذلك تظل يد الجامعة مغلولةً ويبقى دورها محدودا في مواجهة أطراف من خارج المنطقة، تصير هي الممسكة بالزمام والقابضة على مفاتيح الحل في نزاعات تدور رحاها في المنطقة وأطرافها من العرب".