تواجه شركة فيسبوك شكوكًا متزايدة من المنظمين الدوليين حول عملتها الرقمية الجديدة المسماة ليبرا (Libra)، المدعومة من قبل أكثر من 20 مؤسسة دولية، بما في ذلك فيزا؛ وماستركارد؛ وباي بال؛ وأوبر، ومن المفترض إطلاقها في أقرب وقت من العام المقبل، وذلك بعد مرور عدة أيام من كشف شركة التواصل الاجتماعي عن خططها الطموحة.
وأوضحت المجموعة التنظيمية لدول مجموعة العشرين (G20) أنه من غير المتوقع أن تكون خطة فيسبوك للتوسع في الدفعات المالية مدرجة في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين التي تعقد هذا الأسبوع في اليابان.
وقال راندال كوارليس Randal Quarles، رئيس مجلس الاستقرار المالي (FSB)، الجهة المنسقة للقواعد المالية لدول مجموعة العشرين: إن خطة فيسبوك للتوسع في مجال المدفوعات يمكن أن تقود الهيئات التنظيمية إلى إلقاء نظرة فاحصة على هذه الأدوات المالية.
وتُعد تعليقات راندال كوارليس الأولى من نوعها التي يتحدث فيها كبير المنظمين الأمريكيين عن كيفية تعاملهم مع عملة ليبرا، والتي تهدف إلى إحداث تغييرات في أسواق المدفوعات العالمية.
وأشار كوارلس إلى أنه بالرغم من أن مجلس الإدارة لم يخطط لمناقشة هذه القضية في قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع في اليابان وأن الأصول المشفرة، مثل ليبرا، لا تشكل في الوقت الحالي خطرًا على الاستقرار المالي العالمي، فقد تصور وجود ثغرات تقع خارج اختصاص المنظمين والرقابة على المعايير الدولية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقال كوارليس في خطاب أصدره قبل القمة: إن الاستخدام الواسع لأنواع جديدة من الأصول المشفرة لأغراض الدفع بالتجزئة قد يستدعي التدقيق من قبل السلطات لضمان خضوعها لمعايير تنظيمية عالية.
وأضاف “سيراقب مجلس الاستقرار المالي (FSB) وهيئات وضع المعايير المخاطر عن كثب وبطريقة منسقة، بالإضافة إلى بحث ردود إضافية متعددة الأطراف حسب الحاجة”.
وتأتي هذه التصريحات عقب الاتفاق المبرم في شهر مارس 2018 بين وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزية لمراقبة الأصول المشفرة، وقال مجلس الاستقرار المالي (FSB): إن هناك حاجة إلى استجابة تنظيمية مختلفة في حال إطلاق فيسبوك لعملة ليبرا.
وجاءت تصريحات كوارليس في أعقاب بيان صادر عن بنك التسويات الدولية، وهو مؤسسة مالية دولية مملوكة للبنوك المركزية تعزز التعاون النقدي والمالي الدولي وتعمل كبنك للبنوك المركزية، مفاده أن السياسيين بحاجة إلى التحرك بسرعة لتنسيق الاستجابات التنظيمية لأي مخاطر جديدة.
ويأتي تدخل مجلس الاستقرار المالي (FSB) بعملة فيسبوك الرقمية في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة السلوك المالي (FCA) في المملكة المتحدة أنها لن تسمح للعملة الرقمية لشركة التواصل الاجتماعي بالمرور دون تدقيق.
وأكد أندرو بيلي Andrew Bailey، رئيس هيئة السلوك المالي (FCA) في المملكة المتحدة، أن المنظمة تعمل مع وزارة الخزانة البريطانية وبنك إنجلترا لمراقبة خطط فيسبوك.
وانضم مجلس الاستقرار المالي (FSB) وهيئة السلوك المالي (FCA) إلى مارك كارني Mark Carney، محافظ بنك إنجلترا، في تنبيه فيسبوك إلى أنه في حال نجحت خطة الشركة في جذب المستخدمين إلى عملتها الرقمية الجديدة فسوف تخضع لأعلى معايير التنظيم.
وقال أوليفير غويرسنت Olivier Guersent، رئيس الاستقرار المالي في الاتحاد الأوروبي: إن امتلاك فيسبوك للبيانات الشخصية والمالية على حد سواء يحتاج إلى اهتمام المنظمين.