أفادت وكالة رويترز اليوم الاثنين بأن شركة جوجل أغلقت خدمة كانت تقدمها لشركات الاتصالات اللاسلكية في جميع أنحاء العالم، بسبب مخاوفها من أن مشاركة بيانات مستخدمي نظام أندرويد قد تجر عليها تدقيق المستخدمين والمنظمين.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن إغلاق الخدمة – التي تعرض لشركات الاتصالات اللاسلكية نقاط الضعف في تغطية شبكاتها، والتي لم يُعلن عنها من قبل – تسبب في خيبة أمل لدى الشركات التي استخدمت البيانات كجزء من عملية صنع القرار الخاصة بها بشأن مكان توسيع التغطية أو ترقيتها، وذلك على الرغم من أن البيانات التي تُشارك مع الشركات كانت مجهولة المصدر؛ أي لا تكشف هوية المستخدمين، ولكن قرار الإغلاق يوضح مدى قلق جوجل في ظل التركيز المتزايد في كثير من دول العالم على خصوصية البيانات.
وكانت خدمة (رؤى الشبكة المحمولة) Mobile Network Insights – التي أطلقتها جوجل في شهر آذار/ مارس 2017 – تعمل كخريطة تُظهر نقاط قوة التغطية، وسرعات الاتصال التي تقدمها شركات الاتصالات اللاسلكية في كل منطقة. وكانت جوجل تقدم الخدمة لشركات الاتصالات مجانًا بغية مساعدتها في إدارة عملياتها.
وأوضحت رويترز أن الخدمة كانت تقتصر في مشاركة البيانات فقط على المستخدمين الذي يوافقون على مشاركة سجل المواقع الجغرافي، وبيانات الاستخدام، وعمليات التشخيص مع جوجل. وقد كانت البيانات التي تُشارك مع شركات الاتصالات اللاسلكية مُجمَّعة، أي أنها لم تكن تكشف عن الموقع الجغرافي لأي مستخدم بعينه.
ونقلت الوكالة عن أربعة أشخاص أن جوجل أغلقت الخدمة في شهر نيسان/ أبريل الماضي بسبب مخاوفها المتعلقة بخصوصية البيانات. ومن جانبها، أكدت المتحدثة باسم جوجل (فيكتوريا كيو) إغلاق الخدمة، ولكنها رفضت توضيح السبب، مكتفية بالقول إن الأمر كان تغييرًا في أولويات المنتجات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويُعتقد أن إغلاق خدمة (رؤى الشبكة المحمولة) من جوجل يعد أحدث مثال على اختيار عملاقة خدمات الإنترنت إنهائها بدلًا من المخاطرة بتعرضها للاختراق، أو مزيد من التدقيق من قبل المشرعين، خاصةً بعد أن حظرت (اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي) – التي دخلت حيز التنفيذ في العام الماضي – على الشركات مشاركة بيانات المستخدمين مع أطراف ثالثة دون موافقة صريحة من المستخدمين، أو سبب فني مشروع.
يُشار إلى أن الخدمة التي أغلقتها جوجل ليست الوحيدة في هذا المجال، إذ تعتمد شركات الاتصالات اللاسلكية على أدوات أخرى، مثل تلك التي تقدمها شركة فيسبوك، والمسماة (الرؤى القابلة للتنفيذ) Actionable Insights، والتي يبدو أنها لا تزال مستمرة.
وأصبحت ترتيبات مشاركة البيانات بين شركات التقنية شائعة على مدار العقد الماضي مع الطفرة التي حصلت في استخدام الهواتف الذكية والتطبيقات، ولكن البيانات التي تُجمع، وكيفية مشاركتها لم تكن دائمًا واضحة للمستخدمين. فعلى سبيل المثال، تنص سياسة البيانات الخاصة بجوجل، والتي يوافق عليها مستخدمو أندرويد، على أنها تجمع وتشارك معلومات جودة الاتصال بالشبكة، ولكنه لا تذكر أن المعلومات تُشارك مع شركات الاتصالات اللاسلكية.
أما خدمة (الرؤى القابلة للتنفيذ) من فيسبوك، فهي تشارك مع شركات الاتصالات معلومات عن أعمار المستخدمين، وأجناسهم، وغير ذلك من السمات الشخصية التي تُجمع من تطبيقاتها، الأمر الذي يساعد تلك الشركات على وضع خريطة ديمغرافية بغية استخدامها في أغراض التسويق.
أخبار متعلقة :