خبر

حلفاء الولايات المتحدة يتجاهلون المطالبات بحظر هواوي

تزداد وتيرة الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة بالظهور فيما يتعلق بدور شركة هواوي الصينية في مستقبل شبكات الجيل الخامس 5G.

وفي الوقت الذي حاولت فيه إدارة دونالد ترامب الضغط على الدول الحليفة، بما في ذلك تلك الموجودة في أوروبا، لحظر معدات الشركة الصينية الخاصة بشبكات الجيل الخامس، فإن الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا، ليست مقتنعة.

وتزعم الولايات المتحدة أن معدات شبكات هواوي يمكن أن تستخدم للتجسس من قبل الحكومة الصينية، وهو ما نفته الشركة الصينية مرارًا وتكرارًا، قائلة إنها لا تشكل أي خطر، وأنها لن تسمح لبكين مطلقًا بوضع يديها على بيانات العملاء.

وبالرغم من ذلك، فإن الخبراء يشككون في تأكيدات الشركة لأن قوانين الأمن القومي الصينية تبدو وكأنها تلزم الشركات العاملة في البلاد بالامتثال لجميع طلبات الحكومة لمثل هذه المعلومات.

وتأتي المخاوف من أن دور شبكات الجيل الخامس لا يقتصر على جعل الإنترنت عبر الهاتف المحمول أسرع، بل لأنها تدعم التكنولوجيا الأخرى من السيارات ذاتية القيادة إلى المدن الذكية.

وبالرغم من احتجاجات الولايات المتحدة، فإن ألمانيا لن تستبعد شركة هواوي من أن تصبح جزءًا من بنيتها التحتية الوطنية لشبكات الجيل الخامس 5G.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في وقت سابق من هذا الشهر إن البلاد سوف تحدد معايير الأمن الخاصة بها.

ولا تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي تتجاهل المطالبات الأمريكية، إذ قالت الحكومة الإيطالية إنها لن تمنع شركة هواوي من العمل ضمن قطاع الاتصالات لديها، موضحة أنه لا يوجد دليل على وجود أي تهديد أمني.

وقال مسؤولو الاستخبارات في المملكة المتحدة إنه يمكن تخفيف أي مخاطر تفرضها هواوي.

فيما أعربت شركات الاتصالات عن قلقها إزاء استبعاد هواوي، إذ قالت شركة فودافون، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، إن حظر هواوي قد يكلفها ملايين الجنيهات، ويبطئ عملية طرح شبكات الجيل الخامس.

ويقول الخبراء إن عملية إطلاق شبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة لن تتأثر بحظر هواوي، لكن أوروبا قد تعاني.

وتواجه شركات الاتصالات في أوروبا صعوبات بالمقارنة مع تلك الموجودة في الولايات المتحدة، لذا فهي تريد أرخص صفقة ممكنة لمعدات الجيل الخامس، وهو شيء يمكن أن تقدمه هواوي.

ويؤثر استثناء هواوي بشكل كبير على صناعة الاتصالات، بحيث تنخفض المنافسة وترتفع الأسعار، وهناك الكثير من الدول، بما فيها شركات الاتصالات، التي تنظر إلى هواوي كخيار أفضل تكلفة.

وتشير التقارير الصادرة مؤخرًا إلى أن الدول الأوروبية لم تلاحظ وجود أدلة دامغة فيما يتعلق بالادعاءات التي قدمتها الولايات المتحدة، وهذا هو أحد الأسباب وراء عدم اتباعها لأمريكا.

كما أن الحجة التي قدمتها الولايات المتحدة تتعلق بأن تقنية هواوي يمكن أن تسمح بالتجسس، وليس أن الشركة قامت بالفعل بجمع المعلومات الاستخبارية لبكين.

ولا تقتصر خلافات الولايات المتحدة على الدول الأوروبية فقط، إذ امتدت إلى تايلاند، حليفة الولايات المتحدة في آسيا، التي أطلقت اختبار تجريبي لشبكات 5G مع شركة هواوي، في حين تبحث الهند عن طريقة لاستبعاد هواوي من بعض أجزاء بنيتها التحتية لشبكات 5G، لكنها لا تسعى إلى فرض حظر كامل.

أخبار متعلقة :