كشف رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون Scott Morrison، في بيان أمام البرلمان اليوم الاثنين، أن الأحزاب السياسية الأسترالية وشبكة الحاسب في مبنى البرلمان قد عانت من هجمات عبر الإنترنت قبل عدة أسابيع على يد ممثل دولة أجنبية متطورة، مما أجبر جميع مستخدمي شبكة البرلمان الأسترالي، بما في ذلك السياسيين وجميع الموظفين، على إعادة تعيين كلمة المرور.
وتصف المصادر مستوى التطور بأنه غير مسبوق، لكن رئيس الوزراء لم يحدد أي دولة تقف وراء هذا الهجوم، كما أنه لم يكشف عن المعلومات التي تم الوصول إليها، لكنه قال إنه لا يوجد دليل على التدخل في الانتخابات.
وبالرغم من أنه قد أبلغ البرلمان في أستراليا أنه لا ينوي الخوض في التفاصيل المتعلقة بالمسائل التشغيلية، لكن من المرجح أن يزيد هذا الإعلان من التكهنات بوقوف الصين وراء الهجمات التي تأتي قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الفيدرالية.
وقال موريسون إنه لا يوجد دليل على التدخل في الانتخابات، إلا أنه من المفهوم أن هذه الهجمات تحمل البصمات الرقمية للصين، وذلك بالرغم من أن السلطات في أستراليا قلقة من قيام دولة أخرى بتكرار السمات المميزة للمخابرات الصينية لتوجيه اللوم تجاهها.
وتدهورت العلاقات مع الصين منذ عام 2017، بعد أن اتهمت كانبيرا بكين بالتدخل في شؤونها الداخلية، وارتفع التوتر هذا الشهر بعد أن ألغت أستراليا تأشيرة رجل أعمال صيني بارز بعد أشهر من منع شركة هواوي الصينية العملاقة من توفير المعدات لشبكات الجيل الخامس 5G الخاصة بها.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وبحسب تصريحات رئيس الوزراء للبرلمان، فإن سلطات الأمن السيبراني أصبحت تدرك من خلال التحقيق في الاختراق البرلماني أن شبكات بعض الأحزاب السياسية قد تأثرت أيضًا، وأضاف أن الأجهزة الأمنية تصرفت بشكل حاسم لمواجهتها.
ويعتقد الخبراء الإلكترونيين الأستراليين أن أحد ممثلي الدول المتطورة هو المسؤول عن هذا النشاط الخبيث، وأن هناك أربع دول فقط قادرة على شن مثل هذا الهجوم على مستوى عال هي الصين وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة.
وقال موريسون إن الحكومة وضعت عددًا من الإجراءات لضمان سلامة نظامها الانتخابي، مضيفًا أنه قد أصدر تعليمات إلى مركز الأمن السيبراني الأسترالي في كانبيرا بأن يكون مستعدًا لتقديم دعم فوري لأي حزب سياسي أو هيئة انتخابية في أستراليا، بما في ذلك إتاحة الخبراء التقنيين.
وقدم المركز إحاطات إلى اللجان الانتخابية والمسؤولين عن الأمن السيبراني في جميع الولايات والأقاليم، وتعاون مع شركات مكافحة الفيروسات العالمية لضمان أن يكون لدى أستراليا القدرة علي الكشف عن هذا النشاط الخبيث، وتصرف بحسم لحماية المصالح الوطنية لأسترليا.
ووقع الهجوم قبل بضعة أشهر فقط من إجراء الانتخابات في شهر مايو/أيار، مما أثار المخاوف من إمكانية استخدام أي مراسلات خاصة بالنواب والموظفين الخاصين لأغراض التدخل في الانتخابات.
وقامت إدارة الخدمات البرلمانية، التي تدير شبكة الحاسب البرلمانية المستخدمة من قبل أعضاء البرلمان وموظفيها، بتحديث أمنها السيبراني بشكل كبير منذ حدوث خرق عام 2011، والذي يقال إن وكالات الاستخبارات الصينية تقف خلفه.
وأصدر رئيس مجلس النواب توني سميث Tony Smith ورئيس مجلس الشيوخ سكوت ريان Scott Ryan بيانًا مشتركًا على الفور بعد الهجوم الإلكتروني على البرلمان في وقت سابق من هذا الشهر، قائلين إنه لا يوجد دليل على الوصول إلى أي بيانات.
أخبار متعلقة :