تشكل فنون عرض البيانات أساسًا لبناء السياسات والتوجهات الحكومية في المستقبل، في ظل ما تقدمه من إمكانات تجسم البيانات وتحولها إلى تصور واقعي يوصل لصناع القرار مخرجات تحليل البيانات بطريقة واضحة وسريعة تمكنهم من بناء التوجهات المستقبلية بشكل فعال.
وتأتي الجائزة العالمية لفن عرض البيانات التي أطلقتها مؤسسة القمة العالمية للحكومات في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، لتواكب الأهمية المتزايدة لفنون عرض البيانات، وقد استقبلت الجائزة في فترة قصيرة أكثر من 200 مشاركة من 29 دولة حول العالم، في ثلاثة موضوعات رئيسية تركز على “مستقبل الحكومات” والحكومات الرشيدة” و”دول أصغر أم أفضل أم أكثر إنتاجية؟”.
وأكد عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن البيانات تشكل ثروة مستقبلية وموردًا أساسيًا للدول والحكومات بما توفره من إمكانات وفرص للتطوير، وأن مستقبل العمل الحكومي يعتمد على عروض بيانات توصل المعلومة بسرعة وفعالية لتسهم في بناء سياسات جيدة وتوجهات فعالة في مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن الجائزة العالمية لفن عرض البيانات تواكب توجهات القمة العالمية للحكومات بخدمة مستقبل الإنسان والإنسانية عبر تسليط الضوء على البيانات كمصدر مهم للحكومات والشركات وصنّاع القرار وممكن رئيسي لاتخاذ قرارات مدروسة مبنية على المعطيات والأرقام الدقيقة المقدمة بطرق مبتكرة.
وقال عمر سلطان العلماء: “إن الجائزة تمثل فرصة مميزة للمبدعين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم لعرض ابتكاراتهم في مجال تصميم عروض البيانات في مختلف القطاعات، وتبرز أهمية هذه العروض في تحويل البيانات إلى معطيات مهمة تسهل على صنّاع القرار في الحكومات والشركات مهمة تصميم الخدمات والبرامج التي تنعكس إيجابًا على حياة الأفراد والمجتمعات”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقيّمت لجنة التحكيم المكوّنة من خبراء في فنون عرض البيانات المشاركات ضمن ثلاث فئات هي التصميمات التفاعلية، والصور الثابتة، والتصميمات الورقية، بناء على استيفائها معايير التقديم والإبداع في التمثيل البياني للمعلومات. وسيتم إعلان الفائزين بالجائزة خلال فعاليات الدورة السابعة من القمة العالمية للحكومات، التي تعقد برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في الفترة من 10 إلى 12 شباط/فبراير 2019.
وشملت قائمة الدول التي تلقت الجائزة مشاركات منها كلًا من: المملكة المتحدة، وهولندا، ومصر، ولاتفيا، وعمان، والبرازيل، وفرنسا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، وسنغافورة، ونيوزيلاندا، ورومانيا، وبولندا، وتركيا، والسويد، وهنغاريا، وأستراليا، والفلبين، وبلجيكا، والمكسيك، واليونان، وإيرلندا، وباكستان، وجنوب إفريقيا، وكرواتيا، وإندونيسيا، وإسبانيا، والإكوادور، ودولة الإمارات.
وتهدف الجائزة التي تُنظم بالتعاون مع استديو وموقع عرض البيانات “انفورميشن از بيتوفول” إلى توظيف إمكانات فن عرض البيانات في عمليات الحوكمة العالمية، وإيجاد فهم أفضل للبيانات الضخمة والفائدة منها لدعم حكومات العالم في رسم ملامح مستقبل مجتمعاتها وتطوير المدن وبنيتها التحتية وتعزيز جودة حياة أفراد المجتمع من خلال تطوير عمليات تصميم البيانات، وتحويل المعلومات والأرقام إلى أنماط وعروض بصرية خلاقة.
من جهته، قال ديفيد مكاندليس، مؤسّس استديو وموقع عرض البيانات: “يمثل إطلاق هذه الجائزة فكرة ملهمة للتعريف بفن عرض البيانات وتعزيز انتشاره وتطوره، وتحفيز خبراء التمثيل البياني للمعلومات وفناني عرض البيانات على الإبداع والابتكار في تقديم البيانات الضخمة والمعلومات المهمة بطرق خلّاقة”.
وتبلغ قيمة الجائزة 40 ألف دولار، وسيحصل الفائز بالمركز الأول على 25 ألف دولار، فيما تتوزع بقية الجوائز على الفائزين بالمركزين الثاني والثالث ضمن فئات الجائزة.
وكانت “مؤسسة القمة العالمية للحكومات أعلنت في 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي إطلاق الجائزة العالمية لفن عرض البيانات بهدف تسهيل فهم المعلومات المتشعّبة والبيانات الضخمة، وتوفير أحدث سبل تقديم البيانات بشكل أوضح لتكون في متناول الحكومات، إضافة إلى تعزيز قدرات صنّاع القرار على سن سياسات ناجحة وتطبيق حلول مدروسة مبنية على المعطيات والأرقام.
أخبار متعلقة :