قام مبعوث بكين إلى الاتحاد الأوروبي بشن هجوم عنيف على “التشهير” و “التمييز” الذي تواجهه شركة هواوي وغيرها من الشركات الصينية في أوروبا، محذرًا من أن الجهود الرامية إلى استبعاد الصين من مشاريع شبكات الجيل الخامس 5G ستكون هزيمة ذاتية.
وحذر المبعوث تشانغ مينغ من أن أي محاولات للحد من إشراك التقنية الصينية في المشاريع الأوروبية القادمة لشبكات الهواتف المحمولة قالة فائقة السرعة، 5G، قد تؤدي إلى “عواقب وخيمة” على التعاون الاقتصادي والعلمي العالمي.
وجاءت تصريحات الدبلوماسي البارز في مقابلة في بروكسل سلطت الضوء على التوترات المتزايدة بين أوروبا والصين، كما سلطت الضوء على مجالات العمل المشترك المحتمل في مواجهة تصاعد الأحادية الأمريكية.
وقال مينغ متحدثًا عن المخاوف الأمنية من الشركات الصينية التي تعمقت في أوروبا في الوقت الذي ضغطت فيه الولايات المتحدة على تلك الشركات: “ليس من المفيد التشهير، أو التمييز، أو الضغط، أو الإكراه، أو التكهنات ضد أي شخص آخر”. وأضاف: “الآن لا يدخر أحد جهدًا لاختلاق قصة أمنية عن شركة هواوي… لا أعتقد أن هذه القصة لها علاقة بالأمن”.
يُشار إلى أمن المعلومات يعد أحد المجالات العديدة للخلاف المتزايد بين الاتحاد الأوروبي والصين حيث تتراجع الدول الأوروبية عن بكين في جوانب التجارة والاستثمار وسياسة المنافسة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد التدقيق والضمانات لشركات التقنية الصينية وسط مخاوف من المخاطر الأمنية لأنه يمكن لشبكات الجيل الخامس 5G أن تصبح متجذرة بعمق في المجتمعات، ومن خلال استخدامها لتطبيقات تتراوح من إدارة الطرق والسكك الحديدية إلى التحكم في الأجهزة المنزلية.
وقد أثارت تحذيرات من دول مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا القلق لدى دول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن حالات في الاتحاد نفسه، مثل اتهامات التجسس التي وجهتها بولندا في وقت سابق من شهر كانون الثاني/يناير الجاري على مسؤول تنفيذي في شركة هواوي، والذي أقالته الشركة بعد ذلك مع أنه نفى ارتكاب أي مخالفات.
وكانت شركة “فودافون”، التي ثاني أكبر مشغل اتصالات في العالم، قد أعلنت قبل يومين أنها “ستوقف” شراء أجهزة هواوي للمعدات الأساسية لشبكات الجيل الخامس في أوروبا، وقالت إنها ستجري محادثات مع الحكومات “لوضع على الحقائق على الطاولة”.
ولما سُئل عن كيفية رد فعل الصين إذا ما اتخذت دول الاتحاد الأوروبي مسارًا تعده تمييزيًا، قال مينغ إن بكين ستسعى إلى الحوار وتطالب دول الاتحاد بالالتزام بـ “النظام العالمي القائم على القواعد”. وأضاف: “لكن على أي حال، لا أعتقد أن الحمائية هي مخرج جيد. بل هو التعاون”.
وأنكر مينغ أن يكون اختراق البرقيات الدبلوماسية الأوروبية، التي تم نشرها في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، قد ارتكبتها مجموعة مرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني، كما زعمت شركة الأمن الإلكتروني التي كشفت عن الاختراق. قال: “كما قال صديقنا العظيم: أخبار كاذبة”.
أخبار متعلقة :