يتفق جميع الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية على أن التغير التكنولوجي يعتبر فرصة لتنمية أعمالهم أكثر من كونه تهديداً لها، مع خططهم لمواصلة الاستثمار في السنوات الثلاث القادمة في التكنولوجيات الناشئة، مثل البلوك تشين والذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي حديث أجرته كي بي إم جي الفوزان وشركاه KPMG Al Fozan & Partners، المتخصصة بالمراجعة والضرائب والاستشارات.
وبحسب نتائج النسخة الثانية من استطلاع “رؤى الرؤساء التنفيذيين في السعودية لعام 2018″، فإن وجهات نظر الرؤساء التنفيذيين حول التكنولوجيا المؤثرة تستمر في اكتساب مزيد من الأهمية، حيث ارتفعت من 95 في المئة في عام 2017 إلى 100 في المئة عام 2018، مما يعيد تأكيد اعتقادهم بأن التغير التكنولوجي وما يرافقه من تأثيرات فرصة لتنمية أعمالهم وليس تهديداً لها.
وسعياً لتحقيق أهداف نموهم، فإن غالبية الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية (أكثر من 60 في المئة) يؤمنون بأربعة عناصر عمل رئيسية يعتزمون القيام بها وتتمثل في التجارة الإلكترونية المتعلقة بالمنتجات والخدمات، والانضمام إلى التحالفات في قطاع التكنولوجيا، والشراكة مع مزودي التكنولوجيا السحابية، وزيادة الاستثمارات في عمليات اكتشاف التغيرات والابتكار.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن 58 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية يتولون قيادة عمليات التحول الرقمي بشكل مباشر لتخصيص تجارب العملاء، وأن نحو 80 في المئة يقومون بتلبية توقعات العملاء أو يتجاوزنها.
وقال نصف الرؤساء التنفيذيين ( 52 في المئة) إنهم مؤثرون ويغيرون في القطاع الذي يعملون فيه بشكل فعال بدلاً من انتظارهم حدوث هذا التغيير من جانب المنافسين، في حين أن 58 في المئة على استعداد لقيادة مؤسساتهم من خلال تغيير جذري في النموذج التشغيلي لأعمالهم.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية متفائلون بشأن الاستثمار في التكنولوجيات الناشئة لنمو أعمالهم وتحولهم بشكل عام، حيث تتوقع الغالبية العظمى (أكثر من 90 في المئة) تحقيق عائد استثماري ملحوظ من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وأتمتة عملية تصميم الروبوتات المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كما أن 96 في المئة من الرؤساء التنفيذيين قد بدأوا بالفعل بتجربة وتطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل محدود في بعض العمليات المحددة لتحقيق الغرض العام من الأتمتة.
ومع وجود العديد من التحديات الإستراتيجية وتغير متطلبات العملاء وعمليات التقدم التكنولوجي في الإقتصاد، فقد قال 72 في المئة من الرؤساء التنفيذيين إن المرونة هي العملة الجديدة للشركات، حيث يعتقدون أنه لا يمكن تحقيق المرونة إلا من خلال التركيز على الشراكات الخارجية.
وإلى جانب المرونة، يعتمد الرؤساء التنفيذيون في المملكة العربية السعودية (8 من أصل 10) بشكل أكبر على تجاربهم وحدسهم أكثر من اعتمادهم على تحليل البيانات أو النماذج القائمة المؤتمتة أثناء اتخاذ القرارات الاستراتيجية، بحسب نتائج استطلاع كي بي إم جي.
وقال الدكتور سامر عبد الله، رئيس استشارات التحول الرقمي لدى كي بي إم جي في السعودية، بهذا الخصوص:” أصبحت التكنولوجيات الناشئة تحدث التغيير على نطاق واسع للغاية، وتاريخياً فقد تمت مواجهة التحديات أثناء التوسع والاعتماد، وبالرغم من ذلك فإن سهولة الوصول إلى أدوات تمكين نماذج أعمال، مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية في الوقت الحاضر تساعد في التغلب على هذه التحديات”.
وأضاف: “تحظى الشركات بوصول أكبر إلى المنصات وقوة المعالجة والبرامج والبيانات لتحويل التكنولوجيات الناشئة إلى حلول مفيدة قابلة للتوسع، وقد شهدت معظم القطاعات في جميع انحاء العالم تغيرات بصورة أو بأخرى، ويرجع ذلك في الأساس إلى التحول الرقمي، ومن المحتمل أن يؤثر التغير التكنولوجي تأثيراً تحويلياً على بيئة الأعمال على المستوى العالمي، حيث أن التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاتية الأبعاد وعلم تصميم الروبوتات المتطورة وإنترنت الأشياء والواقع المعزز على وشك تنفيذها بإعتبارها أدوات أساسية للشركات حول العالم”.
ويستند الاستطلاع الجديد إلى آراء 50 رئيس تنفيذي في المملكة العربية السعودية، ويعد استكمالاً لتقرير “رؤى الرؤساء التنفيذيين” الذي أجرته شركة كي بي إم جي العالمية وشمل أكثر من 1300 رئيساً تنفيذياً حول العالم، حيث يغطي الاستطلاع 11 قطاعاً اقتصادياً وتجارياً مختلفاً من القطاعين العام والخاص في المملكة، ويتضمن مجموعة من الرؤى حول الفرص والتحديات التي يواجهها الرؤساء التنفيذيون، وكيف يمكن للشركات مواجهة ورسم استراتيجيات الأعمال الجديدة لتحقيق النجاح على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
أخبار متعلقة :