تمثل الخطوة الأخيرة التي اتخذتها روسيا بإبطاء منصة تويتر علامة على عزم موسكو على مواجهة وادي السيليكون، كما كانت بمثابة اختبار لبنيتها التحتية الجديدة للإنترنت السيادي الأقل اعتمادًا على شركات التكنولوجيا الغربية.
وأصبحت ممارسة سيطرة أكبر على الشبكات الاجتماعية الأجنبية أكثر إلحاحًا بالنسبة للكرملين بعد أن استخدمها أنصار الناشط المعارض (أليكسي نافالني) Alexey Navalny لتنظيم احتجاجات على مستوى البلاد في شهر يناير.
وهددت موسكو بحظر تويتر إذا لم تحذف المنصة 3168 تغريدة يعود تاريخها إلى عام 2017 تقول: إنها تشجع على الأنشطة غير القانونية.
وجاء التحذير بعد أن قال الرئيس (فلاديمير بوتين): إن المجتمع ينهار من الداخل إذا لم يخضع الإنترنت للقواعد القانونية الرسمية والقوانين الأخلاقية للمجتمع.
وينطوي العمل ضد شركات التكنولوجيا الكبيرة على مخاطره الخاصة، حيث تسببت خطوة إبطاء تويتر في الشهر الماضي بتوقف مواقع الكرملين والبرلمان الروسي والعديد من الوكالات الحكومية عن العمل، مما يسلط الضوء على اعتماد موسكو على البنية التحتية للإنترنت الأجنبية.
ويُقصد من الإنترنت السيادي، وهو عبارة عن شبكة موازية تعمل عبر خوادم روسية، امتلاك التكنولوجيا لتقييد الوصول بشكل انتقائي إلى المحتوى المحظور دون التعرض لخطر الأضرار الجانبية.
ويقول المراقبون الروس: إنهم تعلموا الدرس من محاولة لحظر تطبيق المراسلة تيليجرام في عام 2018، التي أوقفت أكثر من 16 مليون موقع غير ذي صلة، بينما زاد جمهور تطبيق المراسلة من 10 ملايين إلى 30 مليونًا.
وتمثل القيود المفروضة على تويتر الاستخدام الأول الهام للإنترنت السيادي من خلال تقنية تُعرف باسم الفحص العميق للحزم، التي تمنح المراقبين من الناحية النظرية القدرة على تصفية الصفحات الفردية دون إيقاف الآلاف من الصفحات الأخرى معها.
وتظهر النتائج الأولية أنه قد يكون هناك مكامن خلل في النظام، كما يبدو أن التباطؤ قد أصاب العديد من المواقع التي تستخدم نطاقاتها t.co الذي تستخدمه تويتر لعناوين الويب المختصرة.
وما زالت روسيا غير قادرة على التحكم بكل خادم تستخدمه تويتر لأن لديها خوادم مختلفة لشبكة توصيل المحتوى الخاصة بها في جميع أنحاء العالم.
ولم يحفز التهديد بحظر الشبكات الاجتماعية تمامًا – كما فعلت موسكو مع LinkedIn في عام 2016 – عمالقة وادي السيليكون على الامتثال لقوانين روسيا بشأن توطين البيانات والمحتوى المحظور.
كما أن فيسبوك وجوجل ليستا عرضة لنوع الضغط الذي مارسته روسيا على شركات التكنولوجيا المحلية.
وأعطى محرك البحث الروسي ياندكس الكرملين حق النقض ضد إدارته إذا حاول المستثمرون المقيمون في الولايات المتحدة السيطرة.
وبحسب ما ورد أوقفت منصة البث Ivi خطط الطرح العام الأولي بعد أن تحرك المشرعون للحد من التمويل الأجنبي لمواقع الترفيه عبر الإنترنت.
كما أن روسيا غير قادر على الحصول على موطئ قدم قوي عبر منصات، مثل يوتيوب، حيث يوجد لدى نافالني كمية مشتركين أكثر من شبكات التلفزيون الحكومية.
وتأمل روسيا أن يؤدي التهديد بفرض حظر مدعوم بتقنيتها الجديدة إلى إجبار وادي السيليكون على الامتثال لقوانينها.
وقالت روسكومنادزور الأسبوع الماضي: إن تويتر أزالت ثلث التغريدات التي أبلغت عنها، وذلك بالرغم من أنها اشتكت من أن المنصة تفعل ذلك بوتيرة غير مرضية.
وفي حال كان الإنترنت السيادي يجعل الوصول إلى المواقع الغربية مرهقًا بدرجة كافية، فقد يكون له التأثير المطلوب.
أخبار متعلقة :