لا تزال ترجمة جوجل غير موثوقة بدرجة كافية لاستخدامها في التعليمات الطبية للأشخاص الذين لا يتحدثون الإنجليزية، وذلك وفقًا لدراسة جديدة نُشرت الأسبوع الماضي.
وفي بعض الأحيان، يكون الأمر ناجحًا، حيث كانت الخدمة أكثر دقة عند ترجمة تعليمات الخروج من قسم الطوارئ إلى اللغة الإسبانية.
لكن في كثير من الأحيان، لا يكون الأمر كذلك، خاصة مع اللغات الأقل شيوعًا، ووجدت الدراسة أنها كانت دقيقة بنسبة 55 في المئة فقط بالنسبة للغة الأرمينية.
وتمثل هذه مشكلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الصحية والتعليمات الطبية، حيث يمكن أن يكون أي سوء فهم خطيرًا.
وتقول مؤلفة الدراسة (ليزا دايموند) Lisa Diamond، الباحثة في التفاوتات الصحية في مركز Memorial Sloan Kettering للسرطان: كل ما تحتاجه هو خطأ واحد يتسبب في حدوث ارتباك للمريض، بحيث لا يأخذون مميعات الدم أو يأخذون الكثير من مميعات الدم وينتهي بك الأمر بحالة طبية طارئة.
وتنص الإرشادات الفيدرالية على أنه يتعين على المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية توفير مترجمين فوريين ومترجمين للمرضى الذين لا يتحدثون الإنجليزية.
وتم تصميم المبادئ التوجيهية لسد حاجة حيوية، إذ إن هؤلاء المرضى أكثر عرضة لخطر المضاعفات الطبية لأنهم قد لا يفهمون التعليمات الطبية التي يقدمها الأطباء.
ومع ذلك، من الناحية العملية، لا تقدم العديد من المستشفيات مترجمين فوريين لكل مريض يحتاج إلى واحد، إذ إن الأمر مكلف، والعديد من مجموعات الرعاية الصحية تكافح مع التكلفة.
وإذا كان لدى المستشفى مترجمون فوريون من بين الموظفين أو كان لديهم اشتراك في خدمة الترجمة الشفوية عبر الهاتف للتواصل اللفظي، فمن غير المرجح أن يكون لديهم وسيلة لترجمة التعليمات المكتوبة.
وتقول (برينا تايرا) Breena Taira، الأستاذة المساعدة لطب الطوارئ الإكلينيكي في UCLA Health والمشاركة في تأليف الدراسة: هناك فجوة واضحة في القدرة على تقديم معلومات مكتوبة للمرضى.
وتوضح تايرا أنه أصبح من الشائع أن يلجأ الأطباء إلى ترجمة جوجل في الأوساط الطبية.
وقيمت الدراسة الجديدة 400 من تعليمات الخروج من قسم الطوارئ التي ترجمتها ترجمة جوجل إلى سبع لغات مختلفة: الإسبانية والصينية والفيتنامية والتاغالوغية والكورية والأرمنية والفارسية.
ويقرأ المتحدثون الأصليون الترجمات ويقيمون دقتها، وبشكل عام، كانت التعليمات المترجمة دقيقة بنسبة تزيد عن 80 في المئة.
ويعد هذا تحسنًا عن عام 2014، عندما وجد تحليل أن دقة ترجمة جوجل كانت أقل من 60 في المئة بالنسبة للمعلومات الطبية.
وتحسنت خدمة الترجمة من جوجل في عام 2016 عندما بدأت باستخدام خوارزمية جديدة، ووجدت دراسة واحدة عام 2019 أنه يمكن أن تكون دقيقة بنسبة 90 في المئة باللغة الإسبانية.
ووجد التحليل الجديد أن الدقة تتفاوت بين اللغات، حيث أن ترجمة جوجل كانت دقيقة بنسبة تزيد عن 90 في المئة بالنسبة للغة الإسبانية.
وتراوحت معدلات الدقة في التاغالوغية والكورية والصينية من 80 إلى 90 في المئة.
وكان هناك انخفاض كبير في اللغة الفارسية، التي كانت بدقة 67 في المئة، والأرمينية، التي كانت بدقة 55 في المئة.
وفي أحد الأمثلة، حولت ترجمة جوجل عبارة “يمكنك تناول الأيبوبروفين بحسب الحاجة وفقًا للألم” إلى عبارة “يمكنك استخدام صاروخ مضاد للدبابات بقدر ما تحتاجه للألم” باللغة الأرمينية.
كما أن اللغات التي عادة ما تكون دقيقة، مثل: الإسبانية والصينية، يمكن أن تحتوي على أخطاء في الترجمة من جوجل قد تربك المرضى.
وجاء في تعليمات للمريض الذي يتناول دواء الكومادين المميع للدم “مستوى الكومادين لديك مرتفع جدًا اليوم، لا تأخذ المزيد من الكومادين حتى يقوم طبيبك بمراجعة النتائج، وتمت ترجمته إلى اللغة الصينية على النحو التالي “كان مستوى فول الصويا لديك مرتفعًا جدًا اليوم، لا تأخذ فول الصويا بعد الآن حتى يقوم طبيبك بمراجعة النتائج”.
وتقول دياموند: إن إحدى المشكلات الرئيسية في الاعتماد على الترجمة الآلية هي أنها لا تستطيع تفسير السياق، وقد لا يتعرف البرنامج على أن الكلمة هي اسم دواء.
وقد تتحسن برامج الترجمة الآلية إلى الحد الذي يمكنها فيه ترجمة المعلومات الطبية بدقة وأمان، لكن استنادًا إلى الطريقة التي يعملون بها الآن، فإن هذا الأمر ما يزال بعيدًا.
أخبار متعلقة :