أثار تعرض الدولي المالي موسى ماريغا لاعب فريق بروتو البرتغالي لكرة القدم، لإساءات عنصرية من المشجعين في مباراة في الدوري المحلي الأحد، موجة من الاستياء والتضامن على المستويين الرسمي والرياضي.
وسجل ماريغا (28 عاماً) المولود في فرنسا، هدفاً لبورتو في مرمى فريقه السابق المضيف فيتوريا غيمارايش، في المباراة التي انتهت بفوز الأول 2-1 ضمن المرحلة الحادية والعشرين من الدوري المحلي. وأثار الهدف الذي جاء في الدقيقة 60، استياء مشجعي المضيف الذين عمدوا إلى إطلاق "صيحات القردة" حياله، ما دفعه لمغادرة الملعب بعد 11 دقيقة.
وحاول لاعبو الفريقين ومدرب بورتو سيرجيو كونسيساو ثني ماريغا عن مغادرة الملعب، لكن رفض وواصل طريقه نحو غرف تبديل الملابس، وسط تواصل الصيحات من المدرجات، والتي رد عليها بحركات بيديه.
وتأتي هذه الحادثة لتضاف إلى سلسلة من الإساءات ذات الطبيعة العنصرية شهدتها ملاعب كرة القدم الأوروبية في الأشهر الماضية حيال لاعبين ذوي بشرة سوداء، ما دفع السلطات الكروية إلى فتح إجراءات تأديبية بحق اتحادات وطنية وأندية على خلفية تصرفات مشجعيها.
وأشار الاتحاد البرتغالي لكرة القدم في بيان إلى أن "موسى ماريغا كان عرضة لإهانات عنصرية يجب معاقبتها بشدة"، متعهداً بـ"بذل كل ما في وسعه لضمان ألا تمر هذه الحادثة العنصرية دون عقاب".
من جانبه أعرب رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا عن تضامنه مع اللاعب وقال "يجب علينا جميعا أن نعرب عن تضامننا معه والرفض التام لهذا النوع من السلوك"، في حين حذر رئيس الجمهورية مارسيلو ريبيلو دي سوزا من العواقب "المأسوية" للعنصرية وظاهرة "رهاب الأجانب".
كما أبدى الاتحاد المالي لكرة القدم دعمه وتضامنه مع لاعبه الدولي، مشيراً في بيان إلى أنه "تابع بقلق وسخط الأعمال العنصرية التي تعرض لها مهاجم (نسور مالي)".
وأثارت محاولة لاعبي الفريقين ثني اللاعب عن مغادرة الملعب، انتقادات واسعة، إذ اعتبر العديد من المعلقين أنه كان يجدر بهؤلاء التضامن مع اللاعب على أرض الملعب عوضا عن محاولة إبقائه فيه.
ورأى النجم السابق لكرة القدم الهولندية رود غوليت ان ذلك "خيّب أملي".
وأضاف "أحمّل اللاعبين الآخرين المسؤولية. عليهم الدفاع عنه، لا يجب أن يكون الأمر مسؤولية اللاعب المعني فقط".
"كلنا ماريغا"
وفي حين أعلنت الشرطة البرتغالية أنها تدرس لقطات كاميرات المراقبة داخل الملعب للتعرف إلى المشجعين الذين أطلقوا الصيحات المهينة، شكلت الحادثة عنواناً رئيسياً في الصحف البرتغالية الصادرة الإثنين.
ودافعت الصحف الرياضية عن اللاعب الذي ارتدى ألوان فيتوريا غيمارايش بين العامين 2016 و2017، بعناوين من قبيل "جريمة" (صحيفة "ريكورد")، "كلنا ماريغا" (صحيفة "آ بولا").
وعلق النادي المضيف على ما جرى بالتأكيد في بيان أنه يعتزم "حظر أي مظهر من مظاهر العنف أو العنصرية أو عدم التسامح".
لكن هذا الموقف لم ينعكس اجماعا في أوساط جمهور الفريق.
فقد نشرت المجموعة الأساسية لمشجعيه بيانا انتقدت فيه "الآلة الإعلامية التي رأت فقط العنصرية ضد اللاعب ولكن ليس عنصريته هو".
واعتبر النائب اليميني أندريه فنتورا انه "إذا كانت ثمة مواقف عنصرية تجاه ماريغا أو إذا استفز ماريغا مشجعي فيتوريا، علينا أن ندين الطرفين".
وكالات