عـ 'هدير الفان' من طرابلس لبيروت.. يا بتوصل يا بتموت!

عـ 'هدير الفان' من طرابلس لبيروت.. يا بتوصل يا بتموت!
عـ 'هدير الفان' من طرابلس لبيروت.. يا بتوصل يا بتموت!

إبدأ بالصلاة، وإقرأ المعوذات أو ما تشاء، فأنت أمام مغامرة مدتها رهن زحمة السير، وسلامتها رهن السائق والمطبّات والقضاء والقدر، في بلد بسائقيه، وطرقاته، وقوانين سيره واقف على "كف عفريت"..


مشوار بيروت بالمجمل، يجب الاستعداد له قبل 48 ساعة، بدءاً من الالتحاق بنادٍ رياضي والتدرب على "البوكس"، وصولاً لتمارين الرشاقة، وكيف تصعد الفان بثانية وتترجل منه خلال نصف الثانية.

بعد التمارين الرياضية، لا بد من الاهتمام بالجانب النفسي، قليلٌ من اليوغا لن يضر، والكثير من تمارين الشهيق والزفير أمرٌ لا مفرٌّ منه، أما أهم اختبار يجب تخطيه قبل بدء الرحلة، هو كيف تتعامل مع الملوثات سواء أكانت سيجارة الشوفير، أم دخان الشكمان ، أم روائح الركاب الذين يلتصقون بك يمنى ويسرى.

عند الانتهاء مما سبق، يجب تكرار عبارة "إنّ الله مع الصابرين"، حتى تصبح قاعدة مسلّم بها، وقراءة كتاب أو إثنين عن أهمية الصبر.

الآن هيا إلى المغامرة..

ما إن تصل إلى الكاراج، عزيزي الراكب، حتى تتحوّل إلى سلعة، يتشاجر عليها أصحاب الفانات، ويبقى البازار قائماً حتى يأتي "القبضاي" صاحب الكاراج ليقرر لك أين تجلس وكيف، وإن كنت من المحظيين، يجد لك المسؤول مقعداً ثابتاً لا ذلك المقعد الذي تتحول معه إلى "ناطور للركاب".

تفحّص عزيزي الراكب جيداً السائق، واسأل عن سجله الصحّي، وابحث جيداً في الزوايا لربما كان يخفي زجاجة كحول يتسلّى بها أثناء الطريق، ولسنا هنا بمبالغين!

مع الإنطلاق، تبدأ الرحلة، وهي رحلة إلى المجهول، فإن قرر السائق تحويل الفان إلى "فيراري" عليك الإكثار من الشهادتين والاستغفار، وتحمّل ألام المعدة جراء الصعود والنزول، والاصطدام بالمقعد الأمامي عند "دعسة فريم"!

ما نقلناه، ليس خيالياً، وإنّما هو مشهد من المشاهد اليومية التي يواجهها اللبنانيون في الفانات، مع الإشارة إلى أنّ هذا ليس إلا مشهداً عاماً، أما التفاصيل فهي أشدّ ألم وسخرية، وسيكون لنا "وقفة معها".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى