السياسي -وكالات
يكشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن خطة لاستثمار تريليوني دولار لتحديث شبكة النقل في الولايات المتحدة، وخلق ملايين فرص العمل ومواجهة قضية تغير المناخ.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
وسيعرض بايدن في خطاب سيلقيه في مدينة بيتسبرغ، بولاية بنسلفانيا، تفاصيل الخطة الاستثمارية الضخمة الممتدة لثماني سنوات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الرئيس يعتبر أن دوره يقتضي “عرض رؤية شاملة وجريئة لكيفية الاستثمار في أميركا، في العمال
الأميركيين وفي مجتمعاتنا المحلية”.
وكتب بايدن على تويتر قبل إلقاء الخطاب: “في طريقي إلى ولاية بنسلفانيا لمناقشة رؤيتي الاقتصادية للمستقبل وكيف سنعيد البناء بشكل أفضل للشعب الأميركي”.
سيتم تمويل الاستثمارات المقترحة جزئيا عبر زيادة ضرائب الشركات من 21 في المئة إلى 28 في المئة، وستغطي الزيادات تلك التكلفة على مدى 15 عاما، بحسب واشنطن بوست، وستنهي الإعفاءات الضريبية الفيدرالية لشركات الوقود الأحفوري.
معالجة تغير المناخ
جزء كبير من خطة الإنفاق الضخمة موجهة إلى “البنية التحتية الخضراء” وخلق فرص العمل، ويقول البيت الأبيض إن 40 في المئة من فوائد استثماراته في المناخ والبنية التحتية النظيفة ستذهب إلى المجتمعات الأكثر احتياجا.
تخصص الخطة 50 مليار دولار لتحسين القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وترى إدارة بايدن أن تحديث المنازل والبنية التحتية العامة سيوفر مليارات الدولارات من الأضرار الناجمة عن الكوارث المناخية.
القدرة على مواجهة الكوارث ستوفر أيضا حماية للشبكات الكهربائية البنية التحتية الحضرية والمستشفيات في المجتمعات الأكثر عرضة للفيضانات والظواهر الجوية الصعبة.
يغطي إصلاح البنية التحتية أيضا الحماية من حرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر والأعاصير والجفاف ودعم سلامة السدود.
وستخصص الخطة 35 مليار دولار لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وطرق جديدة للحد من الانبعاثات وغيرها من البحوث المناخية واسعة النطاق.
البنية التحتية: 620 مليار دولار
ترمي الخطة إلى ضخ 620 مليار دولار لتحديث شبكة النقل في البلاد، تشمل 32 ألف كلم من الطرق والطرق السريعة، وإصلاح آلاف الجسور ومضاعفة التمويل الفيدرالي للنقل المشترك.
وتشمل هذه المخصصات 115 مليار دولار لتجديد الطرق السريعة والطرق، و20 مليار دولار لتحسين السلامة، بما في ذلك لراكبي الدراجات والمشاة، و85 مليار دولار لتحديث أنظمة النقل الحالية ومساعدة الوكالات على التوسع لتلبية طلب الركاب، وستضاعف الاستثمار في التمويل الفيدرالي للنقل العام.
وتلحظ الخطة “إطلاق ثورة على صعيد السيارات الكهربائية” عبر بناء شبكة شواحن للسيارات الكهربائية بقوة 500 ألف فولت، واستبدال 50 ألفا من عربات النقل العاملة بمحركات الديزل، وتحويل 20 في المئة من حافلات النقل المدرسي الصفراء الشهيرة إلى الطاقة الكهربائية.
وستوجه 25 مليار دولار في المطارات، بما في ذلك برامج لتجديد المحطات، و17 مليار دولار للممرات المائية الداخلية والموانئ الساحلية وموانئ الدخول البرية والعبارات.
البنية التحتية للمنازل
يقترح بايدن تخصيص 213 مليار دولار لبناء وتحديث أكثر من مليوني منزل، من بينها أكثر من 500 ألف منزل لمشتري المنازل من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط واستثمار 40 مليار دولار لتحسين الإسكان العام.
يهدف اقتراح بايدن أيضا توسيع خدمة النطاق العريض للإنترنت خاصة لسكان الريف، واستثمار 111 مليار دولار لمياه الشرب النظيفة، و100 مليار دولار لتطوير وبناء مدارس عامة جديدة، و12 مليار دولار في البنية التحتية لكليات المجتمع و 25 مليار دولار لتحديث مرافق رعاية الأطفال.
يقترح بايدن 18 مليار دولار لتحديث مستشفيات وعيادات وزارة شؤون المحاربين القدامى و10 مليارات دولار لتجديد المباني الفيدرالية.
كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة
ستخصص الخطة 400 مليار دولار للرعاية، خاصة لدور رعاية كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وتوسيع برنامج “ميديكيد” للرعاية الصحية لمحدودي الدخل.
البحث والتطوير والتصنيع والتدريب: 580 مليار دولار
ستوجه 180 مليار دولار في البحث والتطوير، منها الاستثمار في الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات، وبناء القدرات على التكيف مع تغير المناخ، ودعم البحوث التي تركز على تغير المناخ. وتشمل أيضا 50 مليار دولار في تصنيع أشباه الموصلات المحلية، بالإضافة إلى دعم تدريب العاملين في مجالات العلوم والتقنية.
حق العمال في التنظيم
تدعو خطة بايدن إلى إقرار قانون حماية حق التنظيم، الذي يهدف إلى تعزيز حقوق العمال في التنظيم النقابي، وتسعى أيضا إلى خلق وظائف مدعومة من النقابات.
معركة متوقعة
ولاقت خطة بايدن ردود فعل متباينة، كما يتوقع أن تواجه معركة صعبة في الكونغرس من أجل إقرارها.
وأكد المنافس السابق لبايدن في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، بيت بوتيجيج، الذي يشغل حاليا منصب وزير النقل وسيكون في الخط الأمامي في هذا الملف، إن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة وإن الظروف مواتية.
وقال بوتيجيج: “أعتقد أننا أمام فرصة استثنائية لنيل تأييد الحزبين” و”إظهار توجه جريء على صعيد البنى التحتية”.
وتابع: “لا يحتاج الأميركيون لأن نشرح لهم أن البنى التحتية تستدعي تحركنا، وفي الحقيقة لا يمكن فصل البعد المناخي” عن هذا الملف.
ومن المؤكد أن الخطاب في بيتسبرغ سيكون مجرد نقطة انطلاق لمعركة ضارية غير محسومة النتائج في الكونغرس، حيث هامش الغالبية التي يتمتع بها الديمقراطيون ضيق للغاية، وحيث ستكون معارضة الجمهوريين قوية جدا.
وبدأت تصدر أولى الانتقادات للخطة حتى قبل إعلانها رسميا، وبعضها من جانب الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي. وقالت النائبة الديموقراطية، ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، إن الحزمة “يجب أن تكون أكبر بكثير”.
ومن ناحية الجمهوريين، انتقد السيناتور، جون باراسو، الخطة واصفا إياها بأنها “حصان طروادة لمزيد من الإنفاق الليبرالي والزيادات الضريبية”.
وإلى جانب الجمهوريين، عارضت مجموعات أعمال بارزة، مثل غرفة التجارة الأميركية، الخطة بالفعل، لا سيما فيما يتعلق بالزيادات الضريبية المقترحة، إذ يرون أنها ستضر بالاستثمار الأميركي والقدرة التنافسية العالمية.