واسم "أكاشينغا"، يعني "الشجعان"، وتعد هذه الفرقة الوحيدة في أفريقيا التي تتألف من النساء فقط، مع العلم أنّه يوجد حول العالم آلاف الفرق التي تعمل على حماية الحيوانات من الصيادين غير الشرعيين، والتي تتألف من الرجال في الغالب.
ويعود تأسيس هذه الفرقة، لقناص أسترالي، يدعى ديميين ماندر، الذي استوحى فكرته من فرقة "بلاك مامبا" وهي فرقة مؤلفة من نساء غير مسلحات يكافحن الصيد غير المشروع في جنوب أفريقيا.
ولتنفيذ المشروع باع ماندر منازله في أستراليا، واستخدم مدخراته، وأسس الصندوق الدولي لمكافحة الصيد الجائر، وهي منظمة غير ربحية تستخدم تقنيات العمليات العسكرية الخاصة لحماية الحياة البرية.
واختار ماندر زيمبابوي لإطلاق هذا المشروع، وقرر تدريب وتسليح أعضاء الفرقة لخطورة العمل، وعمل على اختيار نساء من 29 قرية، تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما كن ضحايا العنف المنزلي أو الجنسي، أو أمهات عازبات، أو زوجات مهجورات أو أيتام مات آباؤهم بسبب الإيدز.
ومرت المقاتلات بتجارب حياة صعبة جدا منهن، مقاتلة تدعى كيلي، تعرضت للاغتصاب عندما كان عمرها 17 عاما ثم علمت أنها حامل فاضطرت لترك المدرسة لكن بما أنها لم تكن تمتلك أي مال تم أخذ ابنها منها وإعطاؤه لأم المغتصب، وهذا العمل هو الأول في حياتها وبعملها مع ماندر منحت فرصة جديدة للحياة والتأقلم مع مشاكلها، فاستردت ابنها وأصبحت قادرة الآن على تأمين له ما يلزم.
وفي رحلة بحثه عن المقاتلات، شدد ماندرعلى إيجاد النساء اللواتي يحتجن إلى فرصة أخرى في الحياة، وعثر في النهاية على 37 مرشحة، وعرضهن لاختبارات صعبة مثل الجوع والتعب الشديد والبرد والرطوبة.
وهذه الاختبارات هي نفسها التي يخضع لها جنود القوات الخاصة، والمثير للدهشة أن النساء الأفريقيات نفذن كل شيء دون صعوبة كبيرة.
وأحد هذه الامتحانات يقوم على جمع الخيمة التي يبلغ وزنها 90 كغ وسحبها إلى أعلى التل فيما ساقك تكون مربوطة بقدم مجند آخر، وقد تمكنت جميع المرشحات من تنفيذ المهمة ما عدا 3 فقط منهن.
وتستخدم النساء بندقية "AR-15" القادرة على تدمير الهدف عن بعد أكثر من 500 متر كما يحترفن تكتيك الاختفاء عن الأنظار لالتقاط هدفهن، فعندما يشاهدن الهدف "الصياد" يصرخن: "انبطح على الأرض! الآن! الآن!"
ونفذت الفرقة في تشرين الأول من العام 2017، 72 عملية اعتقال، فيما وقعت المأساة الأولى للفرقة في آذار 2018، حيث غرقت حارستين ومدرب عند عبورهم نهرا مضطربا.
ونساء الفرقة شجاعات لا يشربن الخمر ولا يدخن وهدفهن الأساسي من العمل هو الاعتناء بأسرهن والصرف على أبنائهن.
وقد التقى بهن رئيس زيمبابوي وعبر عن دعمه وافتخاره بالفرقة وشاركت ابنته مرة في إحدى عمليات الفرقة.
يشار إلى أنّ عدد الأفيال انخفض في السنوات السبع الماضية، في القارة بنسبة 30 ٪، وقتل أكثر من 7 آلاف وحيد القرن في العقد الماضي.
هذا ويقتل الصيادون الفهود والظبيان لجلودها والفيلة ووحيدي القرن لبيع قرونها التي تساوي ملايين الدولارات وتتحدد قيمتها المالية بحسب وزنها فالكيلو الواحد من وزن القرن يكلف 50 ألف يورو على الأقل، ما يجعل هذه التجارة أكثر ربحا من التجارة في الذهب والنفط، لكنها بطبيعة الحال تؤدي إلى أضرار بيئية كبيرة إذ تهدد بانقراض هذه الأنواع من الحيوانات ما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي.
والجدير بالذكر أن إحدى صور الفرقة فازت في مسابقة عالمية "World Press Photo".