خبر

"انهيار جليدي" أوقف هتلر.. أحداث غريبة غيّرت التاريخ!

ساهمت خصائص الأرض المميزة في تغيير تاريخنا بالكامل، بل وساعدت في هزيمة الزعيم النازي أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، كما يقول أحد كبار الأساتذة في كتابه الجديد.

وفي حديثه مع "ذي صن" البريطانية، قال البروفيسور، لويس دارتنل، إن شبكة أنابيب لندن وأنماط التصويت العمالي، وناطحات السحاب الطويلة في نيويورك وحتى وجود كاليفورنيا، يمكن تفسيرها بالاعتماد على العالم الطبيعي الموجود تحت أقدامنا.

وقال دارتنل: "لقد تشكلت بريطانيا كجزيرة منذ نحو نصف مليون عام"، مشيرا إلى العصر الجليدي "Anglian glaciation" قبل 450 ألف سنة، الذي اعتُقد أنه ساهم في انقسام بريطانيا عن قارة أوروبا.

PROFESSOR LEWIS DARTNELL

واستطرد موضحا: "سجل التاريخ وجود صفيحتين كبيرتين من الجليد، الاسكتلندية والاسكندنافية، انتشرتا مع تشكل بحيرة كبيرة من المياه الذائبة أمامها، بدأت في التسرب عبر اليابسة إلى حدود منطقة كاليس. واعتدنا أن تكون هناك صلة مع أوروبا بجسر من اليابسة، يبلغ عرضه 30 كم. وبدأت المياه تتسرب عبر الشلالات، مع تشكل فيضانات ضخمة. وهذا ما ساهم بتشكل بريطانيا كجزيرة".

إقرأ المزيد

وقال دارتنل إن هذا غير تاريخنا إلى الأبد، ما سمح لبريطانيا بأن تكون قريبة بما يكفي من أوروبا لأغراض التجارة، ولكن مع القدرة على "البقاء خلف خندق من المياه المالحة".

وتابع الأستاذ في جامعة "Westminster"، قائلا: "كان الغزو النورماندي عام 1066، آخر غزو واسع النطاق لبريطانيا، وحمتنا قوى الطبيعة من هتلر، الذي كان قادرا على نشر الغزو في جميع أنحاء أوروبا. وإن وجود الخندق مهم جدا للسيادة البريطانية، وأيضا بالنسبة للتاريخ الأوروبي".

وفي حديثه عن التصويت العمالي، قال: "عند مقارنة خريطة التصويت العمالي مع خريطة جيولوجية للمملكة المتحدة، ستجد مراسلات تتطابق مع العصر الكربوني منذ حوالي 320 مليون سنة، الذي كان (فترة غريبة بالنسبة للأرض)، حيث انهارت أنظمة إعادة التدوير في كوكبنا، ونمت الأشجار وماتت، ولكنها لم تتعفن. كما تراكمت كمية هائلة من الفحم من تلك الحقبة الكربونية، وعززت الثورة الصناعية. لذلك فإن أصوات حزب العمل تتبع عصر صخور الكربون، حيث تم تشكيل الحزب من النقابات العمالية وعمال المناجم".

- كيف غيّرت مياه الفيضانات أنماط التصويت الأمريكية إلى الأبد؟

إقرأ المزيد

توجد قصة مشابهة في الولايات المتحدة، مع وجود "سلسلة أقوى من العلاقات"، وفقا للأستاذ الجامعي، الذي قال: "إذا نظرت إلى الولايات الجنوبية، فهناك بحر كبير من اللون الأحمر"، مشيرا إلى خريطة سياسية أمريكية. وأضاف قائلا: "الولايات الجنوبية تميل إلى التصويت الجمهوري".

وأشار دارتنل إلى أن وجود ناطحات السحاب في منهاتن بنيويورك، مرتبط بسلسلة جبال قديمة لم تعد موجودة، حيث أن المنطقة واقعة على نتوءات من الصخور التي تشكل أساس سلسلة الجبال، التي بدت مثل جبال الألب والهيمالايا منذ نحو مليار عام.

وتشكل جذوع تلك السلاسل الجبلية حجر أساس جيد لبناء ناطحات سحاب هائلة للغاية.

ويعتقد البروفيسور دارتنل أن أنماط الرياح غيرت مجرى التاريخ تماما، لأن الغلاف الجوي يدور في نمط بسيط للغاية حول الأرض، وبالتالي يصبح خط الاستواء دافئا للغاية، ويرتفع الهواء ويتدحرج على ارتفاع شاهق، ثم ينحدر مرة أخرى. وهناك رياح تجارية تهب في اتجاه واحد، ورياح غربية تهب في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى تعيين أنماط الإبحار من أماكن معينة في العالم، عن طريق اختيار الاتجاهات المناسبة للإبحار.

المصدر: ذي صن