وتوضح الدراسة أن نصف الكرة الشمالي شهد تراجعًا في الجسيمات الملوِّثة نتيجة جهود مكافحة التلوث، وهي الجسيمات التي كانت تساعد السحب على عكس أشعة الشمس. في المقابل، ازداد وجود الجسيمات الطبيعية في نصف الكرة الجنوبي بسبب حرائق أستراليا الضخمة وثوران بركان هونغا تونغا، ما أدى إلى تكوّن سحب أكثر سطوعًا وقدرة على عكس الحرارة.
المفاجأة أن هذين الاتجاهين المتعاكسين توازنا تقريبًا على مستوى العالم، ما يعني أن التغير في مستويات التلوث لم يكن العامل الأساسي وراء تسارع الاحترار، كما كان يُعتقد.
وتظهر البيانات أن الأرض باتت تمتص قدرًا متزايدًا من الطاقة الشمسية، ليس بسبب انخفاض الإشعاع الحراري الصادر إلى الفضاء، بل بسبب تغيرات جوهرية في سلوك السحب العالمي، إذ تحوّل دورها من عنصرٍ يخفف الاحترار إلى عاملٍ يسرّعه، نتيجة التغير المناخي نفسه.
وتدعو الدراسة إلى تطوير نماذج مناخية أكثر شمولية تأخذ في الاعتبار التفاعل المعقد بين العوامل البشرية والطبيعية، مع التأكيد على أن غازات الاحتباس الحراري لا تزال المحرك الرئيس للاحترار على المدى الطويل، بينما يتواصل اكتشاف أدوار جديدة لعناصر طبيعية مثل السحب في تحديد وتيرة هذا الاحترار.
أخبار متعلقة :