السياسي -وكالات
بعد عقود من ذيوع صيته كقطب ثري متهور في سلسلة من رحلات القوارب ومنطاد الهواء الساخن، يستعد ريتشارد برانسون للترويج لمشروعه السياحي الفضائي المزدهر بالسفر إلى حافة الفضاء.
ومن المقرر أن ترسل شركة فيرجن جالاكتيك هولدنجز المملوكة لبرانسون الأحد المركبة (في.إس.إس يونتي) في أول رحلة تجريبية مأهولة بالكامل إلى حافة الفضاء وعلى متنها مؤسسها الملياردير البريطاني ضمن ستة أفراد.
وستحمل طائرة مزدوجة البدن تحمل اسم والدة برانسون المركبة الفضائية إلى ارتفاع 50 ألف قدم حيث سيتم إطلاق المركبة لترتفع بقوة الصاروخ عبر الحافة الخارجية للغلاف الجوي للأرض.
وفي قمة رحلتها، أي على ارتفاع حوالي 89 كيلومترا فوق صحراء نيو مكسيكو، سيمر الطاقم بتجربة انعدام الوزن لبضع دقائق قبل العودة إلى الأرض. وإذا سارت الأمور وفقا للخطة، فستستغرق الرحلة حوالي 90 دقيقة وستنتهي من حيث بدأت على مدرج في قاعدة سبيس بورت أمريكا قرب بلدة تروث.
وتمثل مهمة يونتي 22 الرحلة التجريبية الثانية والعشرين للمركبة الفضائية والمهمة الرابعة المأهولة للشركة خارج الغلاف الجوي للأرض.
لكنها ستكون أول رحلة تحمل مجموعة كاملة من مسافري الفضاء، وهما طياران وأربعة بينهم برانسون.
ورغم أن المهمة يُنظر إليها على أنها علامة فارقة محتملة في المساعدة على تحويل سفر المواطنين للفضاء إلى مشروع تجاري كبير، فإن الرحلات الفضائية تظل محفوفة بالمخاطر.
وإذا نجحت الرحلة، فسوف تمنح برانسون حق التفاخر بالتغلب على منافسه جيف بيزوس مؤسس شركة السياحة الفضائية المنافسة بلو أوريجين فيما عُرف بأنه “سباق الفضاء بين المليارديرات”. ومن المقرر أن يسافر بيزوس، مؤسس أمازون العملاقة للبيع بالتجزئة، إلى الفضاء في وقت لاحق هذا الشهر.
ريتشارد برانسون: لا أطيق الانتظار للوصول إلى الفضاء
شوط طويل قطعه رجل الأعمال البريطاني، ريتشارد برانسون، في مجال الطيران منذ تأسيسه شركة “فيرجن اتلانتيك” عام 1984، فالرجل مؤسس سلسلة “فيرجن ميغاستورز” للترفيه، سيتوجه الآن في رحلة إلى الفضاء، وقد بدأ العد العكسي على تلك الرحلة.
قال برانسون لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية إنه لا يطيق الانتظار للوصول إلى الفضاء، مضيفاً: “في تلك اللحظة سنصبح رواد فضاء، وسأقرص نفسي مراراً وتكراراً للتأكد من أن ما يجري حقيقة وليس حلماً”.
وكانت شركته “فيرجن غالاكتيك” التي أسسها عام 2004 كشركة سياحة فضائية، قد أعلنت الخميس الماضي عن محاولة إطلاق رحلتها الفضائية التجريبية التالية في 11 يوليو، حيث سيكون على متنها طاقم مدني مؤلف من برانسون وخمسة آخرين.
وهكذا بعد 17 عاماً، يكون برانسون قد حقق حلمه في الوصول إلى الفضاء، حيث سيسبق زميله الملياردير، مؤسس “أمازون” جيف بيزوس الذي يخطط للانطلاق مع شركته الخاصة “بلو أوريغن” في 20 يوليو، علماً أن برانسون نفى وجود أي منافسة مع بيزوس.
وكانت مراجعة في مايو لرحلة ثالثة للشركة إلى الفضاء وصلت الى ارتفاع 55 ميلاً، قد أظهرت أن كل شيء سار على خير ما يرام، وهو ما مهد الطريق للحصول على إذن ضروري من “إدارة الطيران الفيدرالية”.
وحتى الآن، أفيد عن حجر أكثر من 700 شخص رحلة إلى الفضاء مع شركة “فيرجن غالاكتيك” المقبلة، حيث بلغت تكلفة التذكرة 250 ألف دولار، مع توقع ارتفاع السعر بمجرد أن تبدأ “فيرجن غالاكتيك” في قبول الحجوزات مرة أخرى.
وإلى جانب برانسون، سيكون هناك ثلاثة متخصصين في مهمة “فيرجن غلالكتيك” وقبطانان من “الشركة في مركز التحكم بالمركبة ” في إس إس يونيتي” التابعة لها.
وستنطلق الرحلة على “مركبة أم، أسماها برانسون على اسم والدته، “إيف” من نيو مكسيكو، حاملة مركبة “في إس إس يونيتي” وصولاً إلى ارتفاع 40 ألف قدم، قبل أن تسقطها، لتنطلق تلك الأخيرة إلى الفضاء حيث ستتسارع لأكثر من ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.
ومن المقرر أن تستمر تلك الرحلة لمدة ساعتين. وقد أفادت “فيرجن غالاكتيك” أنها ستقوم ببث رحلة الفضاء، وأن موجزاً عنها سيتوفر على “تويتر” و”يوتيوب” و”فيسبوك”.
قال برانسون: “عندما كنت طفلاً كنت اتخيل دائماً أن سفينة الفضاء يجب أن تبدو على هذا المنوال”، واعتقد أنها الطريقة التي يجب أن نطير بها إلى الفضاء”، معرباً عن رأيه: “بأنها ستكون رحلة رائعة”.