انتشرت في عدة مدن مؤخرا سرقة عوادم السيارات بعد ان اتضح ثمنها الباهظ لاحتواءها على مادة البلاديوم التي باتت اغلى سعرا من الذهب
ووفق موقع تلفزيون سوريا المعارض فقد أصبحت عملية استخراج معدن البلاديوم من السيارات مصدر رزق لكثير من العائلات مؤخراً، فالمعدن الذي بدأ الاتحاد الأوروبي بوضعه في عوادم السيارات لخفض معدلات انبعاث الكربون، تجاوز سعره سعر الذهب لأسباب عديدة، وبات الحفاظ على البيئة ترفاً في دول يغزوها الفقر والحاجة.
ووفقاً لصحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن معدن البلاديوم أصبح مصدر ثروة لبعض العائلات الليبية الذين دفعتهم الحرب وتبعاتها إلى بيع كل شيء من أجل الحصول على المال لسداد الديون وشراء الأدوية.
وانتشرت ظاهرة استخراج وبيع البلاديوم من عوادم السيارات مؤخراً، لارتفاع سعرها عالمياً. فمنذ أن وضع الاتحاد الأوروبي معايير جديدة لخفض معدل انبعاثات الكربون من السيارات في عام 2014، ارتفع سعر البلاديوم بشكل كبير، إلا أن روسيا وهي أكبر منتج للمعدن بدأت بخفض صادراتها من المعدن، ومن ثم أضربت أكبر 3 شركات منتجة للبلاتين في العالم في جنوب أفريقيا وهي الدولة الثانية بعد روسيا، ما تسبب بارتفاع جنوني في أسعار المعدن.
اليوم بلغت قيمة الأونصة من البلاديوم نحو 2590 دولاراً متخطياً سعر الذهب بفارق 950 دولاراً.
وقال هشام بن سريتي للصحيفة: “لقد تعلمت من صديقي أن لدي كنزاً مخبأ في سيارتي، ونظراً للاقتصاد المتدهور وتأخر الرواتب وارتفاع الأسعار، ذهبت مع صديقي إلى أحد تجار الكربون الذي كان يمتلك ورشة عمل متخصصة لهذا الغرض ووضع لافتة كبيرة توضح بالتفصيل طبيعة عمله”.
وأضاف “كان لديه عدد من العمال الأفارقة الذين كانوا منشغلين في تفكيك المحولات الحفازة وإعطائها لمدير الورشة الذي يزنها باستخدام الميزان الذي وضعه على مكتبه بجانب مبالغ ضخمة من المال الهش”.
أما فيما يخص تسعير المعدن، فقد أوضح أحد العاملين في شبكات التجارة بالمعدن أن عملية الشراء والتسعير لا تقتصر على الوزن فقط.
وقال “السعر لا يقاس بالوزن، بل بالجودة، والتي يمكن التأكد منها من خلال الكود الرقمي أو المفتاح المدرج على المحول الذي يظهر قيمته حسب الأسعار المدرجة في كتالوج خاص. ثم يتم تقدير السعر وفقًا للقيمة الحالية للدولار”.
وأوضح حسين المهدي، العامل في إحدى هذه الورش: “عدد السيارات التي يتم إحضارها إلى الورشة يختلف كل يوم، فهذا يعتمد على الأموال النقدية المتاحة للناس. في بعض الأيام، نعمل على خمس سيارات وفي أخرى نحصل على 35 إلى 50 سيارة، وتتراوح الأسعار بين 500 و 6000 دينار ليبي (370 إلى 4430 دولارًا) حسب جودة المعدن”.
وفي العام 2016، بلغ إجمالي إنتاج البلاديوم 208 أطنان، وكانت روسيا أكبر منتج بـ 82 طناً، تليها جنوبي أفريقيا وكندا والولايات المتحدة. وتحتل شركة نورليسك للنيكل Norilsk Nickel في روسيا المرتبة الأولى بين أكبر منتجي البلاديوم على مستوى العالم، وتمثل 39٪ من الإنتاج العالمي.
والباديوم هو مادة بيضاء لامعة، وأحد ستة معادن من فئة البلاتينيوم إلى جانب الروثينيوم، الروديوم، الأسميوم، الإيريديوم، ويدخل نحو 85% من البلاديوم في صناعة عوادم السيارات، كما أنه يستخدم في صناعة الإلكترونيات والمجوهرات ومواد طب الأسنان.