خبر

مرض السكري... العلماء يرفعون الصوت ويحذرون

حذرت منظمة بريطانية، الأربعاء، أن عدد المصابين بمرض السكري  الذين لا يتلقون الفحوصات المناسبة "مقلق للغاية"، مع زيادة بأكثر من سبعة آلاف حالة وفاة مرتبطة بالمرض العام الماضي، ما يلقي الضوء على أهمية الفحص المستمر، بحسب الخبراء. 

Advertisement


وتشير منظمة السكري في المملكة المتحدة أن 47 في المئة من مرضى السكري في إنكلترا فقط، هم من تلقوا جميع الفحوصات الثمانية العام الماضي، ما يعني أن 1.9 مليون لم يحصلوا على الرعاية التي يحتاجونها". 

وقالت إن الفحوصات الصحية الحيوية لا تحدث في كثير من الأحيان، ويمكن أن تكون العواقب مميتة.

الطبيب، أحمد شوقي حجازي، أخصائي أمراض السكر، بمستشفى الملك عبدالله في السعودية، يرى أن "الإحصائيات في الدول العربية لا تختلف وقد تكون أسوأ لظروف أخرى". 

وقال: "للأسف هناك كثير من الأشخاص الذين لا يعلمون بإصابتهم أصلا بمرض السكري، خاصة من أصحاب النوع الثاني وليس النوع الأول المنتشر غالبا في الأطفال، مضيفا أن عدد المرضى الحقيقي قد يكون ضعف العدد المعلن. 

داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى الغلوكوز في الدم. ويُعد فرط السكر في الدم، الذي يعرف أيضا بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

يقول حجازي إن "نصف مرضى السكر تقريبا لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض لأن مشاكل هذا المرض لا يتم اكتشافها من غير برامج الفحص، ولا يتم تشخيصه إلا عندما يحدث مضاعفات مثل تأثيره على القلب أو العيون أو الأعصاب أو الكلى، فضلا عن قلة الفحوصات الشاملة الدورية التي يجريها الناس في الدول الفقيرة". 

ويضيف أن "هناك فحوصات السكر في الدم، والتي توضح المشاكل المرتبطة بضغط الدم والدهون في الدم، فضلا عن فحوصات دورية كل ستة أشهر أو سنة على حسب تعرض المريض للخطورة وعلى حسب عوامل الخطورة التي يتعرض لها، مثل فحوصات للقلب، من قبيل رسم القلب وتحاليل الكلى وفحوصات للأعصاب، وفحوصات للعين لأن مرض السكري يؤثر على شبكية العين وضعف النظر". 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد "زاد عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليون في عام 2014". 

وتؤكد المنظمة أن "انتشار داء السكري يزداد في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل". 

وبحسب إحصائيات المنظمة "مثل المصابون بداء السكري في عام 2014 نسبة 8.5 في المئة، من مجموع البالغين في الفئة العمرية من 18 عاما فما فوق. وفي عام 2019، كان داء السكري السبب المباشر في حدوث 1.6 مليون حالة وفاة، منها 48 في المئة قبل بلوغ سن 70 سنة من العمر، كما تسبب مرض الكلى الناجم عن داء السكري في وفاة 460 ألف شخص إضافي، وتسبب ارتفاع مستوى مستوى الغلوكوز في الدم في حدوث نحو 20 في المئة من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية". 

لكن حجازي يشير إلى أنه "خلال جائحة كورونا، الكثير من المرضى لم يتلقوا العلاج للأسف بسبب الإغلاق حيث تأثرت بعض العيادات والمستشفيات التي تم تحويل بعضها للعزل، وهو ما أثر على مدى التحكم في السكر، وللأسف مع الوقت ظهرت المضاعفات والأعراض الجانبية". 

وأظهرت بيانات منظمة السكري في بريطانيا، زيادة بنسبة 13 في المئة في الوفيات الزائدة المرتبطة بمرض السكري في إنكلترا في عام 2022 مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. 

لا تقتصر زيادة الوفيات، بحسب المنظمة، على الجائحة فحسب، بسبب أن "الوضع ساء في الجزء الأول من عام 2023، حيث حدثت 1461 حالة وفاة زائدة بين يناير ومارس، وهو أعلى بثلاث مرات من نفس الفترة من العام الماضي". 

ويقول حجازي: "هناك كثير من المرضى الذين يستسهلون أو لا يقدرون خطورة المرض ولا يهتمون بالحصول على العلاج ولا نظام الحياة من حمية رياضية أو غذائية، ومرض السكري يأخذ وقتا حتى تظهر أعراضه، وللأسف، كل مضاعفاته لا تعالج". 

ويضيف: "نحن فقط نحاول أن نقلل من أثر مضاعفات المرض، لكن لو لا قدر الله إذا كان هناك تأثر في الشبكية أو الكلى أو القلب أو الأعصاب، فهذه مشاكل من الصعب حلها لكن نحاول أن نوقف تطور المرض أو تأثيره على المريض". 

في أحدث إحصائية أصدرها الاتحاد الدولي لمرض السكري عام 2021، بلغ عدد مرضى السكري في العالم 537 مليون شخص، بزيادة قدرها 74 مليون مريض عن التقرير السابق له، حيث شكلّت الدول النامية والمتوسطة الدخل أغلبية المرضى من النوع الأول والنوع الثاني للمرض.

أما في منطقة الشرق الأوسط فكانت مصر هي الدولة العربية الأولى في عدد المصابين بالمرض بحوالي 11 مليون حالة، تلتها السعودية بـ4.3 مليونا ثم السودان 3.5 مليون مصاب بالسكري. 

كما أن المنطقة لديها أعلى نسبة وفيات مرتبطة بالسكري ( 24.5 في المئة )، حيث بلغت أعداد الوفيات في عام 2021  حوالي  428 ألف حالة. 

ينصح حجازي المرضى المشخصين بالالتزام بمواعيد العلاج ومراجعة الطبيب والالتزام بنصائح الطبيب من علاج وحمية رياضية ونظام غذائي". 

أما غير المشخصين بالمرض، فينصح حجازي الذين "لديهم تاريخ عائلي للمرض بإجراء فحوصات دورية كل ستة أشهر أو سنة من أجل التحكم في السكر".(الحرة) 

أخبار متعلقة :