كل مخاوف اللبنانيين السياسية والاقتصادية والأمنية تراجعت امام هذا الفيروس القاتل، الذي دخل لبنان من الباب الإيراني المفتوح على المصراعين، ودون انذارات او اشعارات، اقلعت طائرة "ماهان" باتجاه بيروت، والسلطات الايرانية تعلم ان عليها من يحمل هذا الفيروس، وجرى التواصل مع لبنان، حيث لم تتخذ الإجراءات الوقائية الفورية، ماعدا توزيع الكمامات على ركاب الطائرة وقياس حرارة كل منهم، وفي بيروت سمح لركابها السبعة والأربعين بعد المائة بمغادرة المطار الى بيوتهم دون اخضاعهم للعزل المفروض لمدة 14 يوما، عدا السيدة (ت.ص) 45 سنة المنظمة لحملة "الزيارة" الى قم، وهي من مدينة بعلبك، ما يعرض اضعاف هذا العدد، من موظفي المطار الى سائقي التاكسيات التي اقلتهم من المطار الى بيوتهم الى عوائلهم لخطر الاصابة.
وذكرت مصادر لـ "الأنباء" ان طائرة أخرى ستصل الى بيروت غدا الاثنين آتية من طهران وهي تقل زوارا لمدينة قم.
وانتشر تسجيل صوتي لمستشار وزير الصحة رياض فضل الله كشف فيه انه كان على الطائرة الأولى التي وصلت الى بيروت مساء الخميس وعلى متنها السيدة المصابة، وأشار الى تشكيل خلية ازمة للتواصل العاجل مع ركاب الطائرة لعزل انفسهم في بيوتهم عن اهلهم وجيرانهم، لا مصافحات ولا عناق ولا تهان، لمدة 14 يوما مع اجراء الفحوص الطبية، وأكد عزمه عزل نفسه شخصيا طيلة هذه المدة.
في غضون ذلك، اتخذت خلية الأزمة الوزارية، برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب، وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وزير البيئة وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار، وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، وزير الصحة العامة حمد حسن ومستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية والضمان الاجتماعي بترا خوري، سلسلة قرارات، بناء على توصيات "لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس الكورونا" ونظرا إلى التطورات فيما خص الفيروس.
ونصت القرارات على:
1- عزل الأشخاص الذين تظهر عليهم عوارض الإصابة والوافدين من المناطق التي سجلت إصابات في مستشفى رفيق بيروت الحكومي.
2- تكليف وزارة الداخلية السلطات المحلية (البلديات) بالإشراف على تطبيق إجراءات العزل الذاتي للمواطنين العائدين من المناطق التي سجلت إصابات، والذين لم تظهر عليهم عوارض الإصابة وكذلك جميع المقيمين معهم في سكن واحد.
3- تكليف وزارة الصحة بتعميم إجراءات العزل الذاتي المذكور في البند 2 أعلاه على المواطنين والسلطات المعنية.
4- منع المواطنين اللبنانيين وسائر المقيمين في لبنان من السفر إلى المناطق التي سجلت إصابات، وتكليف اللجنة بتزويد المديرية العامة للأمن العام بلائحة عن هذه المناطق لتطبيق هذا المنع في كل الموانئ والمرافئ ومطار بيروت الدولي.
5- توقيف الحملات والرحلات الى المناطق المعزولة في الدول الآتية: الصين، كوريا الجنوبية، إيران ودول أخرى، على أن تستثنى من ذلك حالات السفر الضرورية (طبابة، تعليم، عمل) وتكليف الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع بالإشراف على تطبيق هذه المعايير بالتنسيق مع المديرية العامة للطيران المدني والمديرية العامة للأمن العام ورئاسة مطار رفيق الحريري الدولي.
6- تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارتي السياحة والصحة وكذلك المديرية العامة للأمن العام الاتصال باللبنانيين الموجودين في المناطق المصابة ومتابعة أوضاعهم الصحية والتنسيق مع السلطات المحلية لتأمين العلاجات المطلوبة وتزويدهم بالإرشادات اللازمة.
7- تكليف وزارتي الاقتصاد والصحة، بمنع تصدير معدات الوقاية الفردية الطبية (PPE) وإحصاء المخزون المحلي منها وتأمين استيراد الكميات اللازمة.
8- التعميم على الأندية الرياضية والمدارس والحضانات والجامعات والمطار والطائرات وسائر أماكن تجمع المواطنين، التزام تطبيق إجراءات الوقاية الصحية والتعقيم المتكرر وفقا لإرشادات وزارة الصحة.
9- تكليف وزارة الصحة بتخصيص مستشفى حكومي في كل محافظة ليكون مركزا حصريا لاستقبال أي حال إصابة بالكورونا وتجهيزه بالمواصفات والمعدات المطلوبة.
10- تكليف وزارة الإعلام بالتنسيق مع وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى مجلس الوزراء ووزارة الصحة إعلام الرأي العام اللبناني بشكل شفاف ودوري بكل الإجراءات والقرارات والتطورات تباعا، بالتعاون مع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي.
11- حصر نقل حالات الإصابة أو المشتبه بإصابتهم بجمعية الصليب الأحمر اللبناني دون سواها".