مساعدة لبنان: أميركا متشددة والسعودية منكفئة وقطر متريثة

مساعدة لبنان: أميركا متشددة والسعودية منكفئة وقطر متريثة
مساعدة لبنان: أميركا متشددة والسعودية منكفئة وقطر متريثة
لا سبيل لفك الخناق عن الاقتصاد اللبناني سوى بالحصول على نحو 5 مليار دولار بصورة فورية لضخ الدماء في العروق المصرفية و السماح لصغار المودعين بتحريك ارصدتهم، لكن لتحقيق ذلك شروطا و تعقيدات هي بحكم المستحيل على حكومة دياب تأمينها، خصوصا مع طلائع المواقف السلبية من حكومة "الهالوين" لـ"حزب الله".الموقف الأميركي جلي على صعيد التشدد بالإجراءات الاقتصادية و فرض مزيد من العقوبات، و قد لاحت في الساعات الأخيرة إمكانية توسيع الدائرة لتشمل رأس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل.

ويؤكد متابعون لسياسة واشنطن تجاه لبنان عن التباين الطفيف داخل إدارة ترامب حول كيفية التعامل مع لبنان ما بين قدرة بعض الحلفاء المحليين المساهمة بالضغط على "حزب الله" بالبعد الوطني أو الرأي القائل بنفض اليد تماما في ضوء التجارب السابقة وعدم المراهنة على اي طرف محلي في ضوء سيطرة "حزب الله" المطلقة.

الإشارات المتضاربة من الجانب السعودي لا تحجب القرار الصارم بالانكفاء التام سوى بعض اللقاءات والاجتماعات بعيدا عن الاضواء لاستمزاج الآراء، بل وتشير مصادر متابعة إلى أن الإشارات المتضاربة من الرياض حيال دعم فريق سياسي أو التعاطف مع فئة سياسية غير واردة في مزاج الحكم السعودي، ودون ذلك افكار لا ترقى حد النقاش الجدي.

في ظل الأبواب الموصدة ومع تشكيل الحكومة الحالية، يراهن فريق الرئيس عون على موقف قطري متعاطف مع لبنان ويرغب بالمساعدة، وليست خافية المساعي التي بذلها جبران باسيل خلال السنة الماضية مكلفا من الرئيس عون من أجل الحصول على وديعة نقدية تقدر بـ 5 مليار دولار للحفاظ على ما تبقى من استقرار نقدي هش.

وتشير المعلومات إلى تزخيم المحاولات مع الجانب القطري بعد استقالة الحريري ومجيء حسان دياب خصوصا ما يعتبره البعض فرصة سانحة لحجز قطر مكانة لها على الساحة الإقليمية، يعاكس ذلك بين التريث الواضح من الدوحة و الذي لا يتكيف مع سرعة التدهور الاقتصادي و الازمة المعيشية الضاغطة كما الاجواء المشحونة.

من هنا، من غير المستبعد تأمين قطر ما يعيد بعض الأنفاس للقطاع المصرفي وهو إجراء يتطلب دقيقة واحدة اذا ما اتخذ القرار بدعم لبنان، لكن و وفق اكثر من مؤشر قد يعاكس هذا الرهان إذ ينبغي التمحيص قليلا بالانفتاح الحاصل ما بين قطر والسعودية والجهود المبذولة لاتمام المصالحة و تصفية الخلافات عبر إنهاء الحصار وعودة قطر إلى حضن مجلس التعاون الخليجي.
وما يزيد المشهد قتامة، العزلة التامة التي يعانيها لبنان منذ تأسيسه والإنكفاء الدولي سوى المتابعة الخجولة التي تبديها فرنسا مع الحديث الدائم عن القيام باصلاحات جدية من دون أن تقدم السلطة الحاكمة على خطوة واحدة في هذا المجال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان