الجراح في احتفال الإصدار الخاص لطابع فؤاد شهاب: لم يمارس السلطة إنما حكم المؤسسات وما تركه لنا لم نحافظ عليه

الجراح في احتفال الإصدار الخاص لطابع فؤاد شهاب: لم يمارس السلطة إنما حكم المؤسسات وما تركه لنا لم نحافظ عليه
الجراح في احتفال الإصدار الخاص لطابع فؤاد شهاب: لم يمارس السلطة إنما حكم المؤسسات وما تركه لنا لم نحافظ عليه

أقامت مدرسة المركزية التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، برعاية وزير الاتصالات جمال الجراح وحضوره، احتفالا في متحف الرئيس فؤاد شهاب بجونيه، لمناسبة الإصدار الخاص الموقع من “لبيان بوست” لطابع الرئيس فؤاد شهاب تاريخ 2007، شارك فيه ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن مصطفى مسلماني، رئيس المدرسة الأب طوني سلامة، مدير المتحف الأب وديع سقيم، المدير المالي والاداري في “لبيان بوست” شادي مغامس وشخصيات سياسية واجتماعية وحزبية.
بعد النشيد الوطني، ألقى سقيم كلمة قال فيها: “إن الرئيس شهاب لم يترك مذكرات ولا كتب ذكريات، بل ترك لنا دولة ووطنا. إنه العظيم الساكنة أسراره بين جدران هذا البيت، إنه ليس براحل ولم يرحل ولا يحتاج إلى إنصاف وتكريم لان أعماله شاهدة. وإن بناء الدولة التي أرسى مداميكها، وإن كانت مترهلة، تستوجب نهضة على غرار من بنى وأسس”.
بدوره، قال مغامس: “من المعلوم أن الطوابع البريدية يتم إصدارها ليس فقط لإرسال البريد، إنما أيضا لتخليد مناسبات مختلفة أو أشخاص مختلفين، مروا وتركوا أثرا. والشخص الذي نكرم ذكراه لم يمر ويترك أثرا فقط، إنما مر وترك وطنا بعد أن بناه”.
وأكد أن “هذا الطابع سيسلك طريق الخلود، لأنه يحمل اسم وصورة فؤاد الوطن، فخامة الرئيس فؤاد شهاب”.
من جهته، قال الوزير الجراح: “من الصعب الحديث عن رجل التصق باسمه مشروع الدولة والمؤسسات، وقيام الدولة الحقيقية عبر مؤسسات حقيقية وجدية مثل مجلس شورى الدولة والخدمة المدنية وكل المؤسسات التي اعتنت بالانسان وغيرها من الأمور مثل الصحة وتعاونية موظفي الدولة. إن الرئيس فؤاد شهاب وجد بحكمته ورؤيته أنه لا يمكن بناء مؤسسات الدولة، وأن نمنع الفساد، إلا بحفظ كرامة الانسان ولقمة عيشه. ولذلك، كانت مؤسسة الضمان الاجتماعي كي تحفظ صحة الانسان، وتعاونية موظفي الدولة لتساعد الموظف وتبعده عن كل ما هو فاسد في هذه الدولة”.
وسأل: “ماذا نفعل نحن اليوم في لبنان؟ بماذا ننادي؟ نحن ننادي بتفعيل مؤسسات الدولة، تلك التي بناها تحديدا فؤاد شهاب، وبعد أكثر من خمسين سنة نعود إلى ما بدأه فؤاد شهاب وما أسسه وتركه لنا. لقد تعرفت من خلال كتب التاريخ، وبشكل عابر، على الرئيس فؤاد شهاب، وتعرفت عليه بشكل أكبر من خلال الصديق فؤاد السعد، الذي عاصر تلك الفترة، وكان على مقربة منه، فعرفني على الجانب الانساني من حياة الرئيس شهاب على النزاهة والاستقامة والتواضع وبساطة العيش والترفع عن كل ما هو مادي وسلطوي بمعنى السلطة”.
وأشار إلى أن “الرئيس شهاب لم يمارس السلطة، إنما حكم المؤسسات”، وقال: “أيقن أن الجيش اللبناني هو المدماك الأساسي لبناء الدولة والحفاظ على المؤسسات. لقد بنى الجيش اللبناني ودعمه وجعله قويا لكي يحافظ على المؤسسات التي بناها”.
أضاف: “ماذا نقول بعد كل تلك السنوات؟ نحن نريد جيشا لبنانيا قويا يحفظ الدولة ومؤسساتها. مع الأسف، ما تركه لنا فؤاد شهاب لم نحافظ عليه، كما يجب. ربما دمرنا هذه المؤسسات، وعثنا تخريبا بها. لقد ترك لنا فؤاد شهاب دولة، ونحن الآن نحاول بناء الدولة. ذهبنا الى روما كي نجلب الدعم للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية، في حين ترك لنا فؤاد شهاب الجيش. نقول كيف سنفعل عمل الضمان الصحي ونحقق موارده ونطور نظامه كي يحافظ على صحة الانسان اللبناني، في حين ترك لنا فؤاد شهاب الضمان الصحي ومجلس الشورى ومجلس الخدمة المدنية، التي نجري فيها امتحانات شكلية، في وقت علينا جميعنا الخضوع إلى نتائج الامتحانات التي تجرى فيه”.
وتطرق الوزير الجراح إلى “موضوع إبقاء الشباب اللبناني في لبنان”، وقال: “إن ثروتنا الحقيقية هي شباب لبنان وشاباته، وعلينا المحافظة عليها لأنها أهم من البترول والغاز، فهي ثروة هائلة ومهمة ومنتجة وكبيرة وعظيمة إلى درجة أننا نخسرها. شبابنا يغادرون البلاد ويسافرون. ولذلك، أوجدنا في وزارة الاتصالات صندوقا استثماريا خاصا للشباب في مجال الاتصالات بقيمة 50 مليون دولار، كي نساعد الذين يودون العمل في لبنان في مجال الاتصالات ونقف الى جانبهم من الناحية المادية. كما سنؤسس مختبرا ليقوموا بأبحاثهم في مجالي التكنولوجيا والاتصالات في لبنان. واذا احتاج الامر إلى تدريبهم خارج البلاد، فنحن مستعدون لدفع كل التكاليف من خلال هذا الصندوق، كي يتدربوا على أحدث التكنولوجيا ويعودوا الى لبنان. وفي حال استطاعوا تطوير أي منتج، سندخل شريكا معهم ونبيع هذا المنتج، ولكن للأسف، من يغادر البلاد لا يعود اليها. ورأينا أنه علينا أن نتحمل جزءا من هذه المسؤولية. ولذلك، أسسنا هذا الصندوق”.
وتمنى “أن يكون قدم من خلال وزارته شيئا الى شباب لبنان وشاباته، كي يساعدهم على البقاء هنا”، وقال: “في كتب التاريخ داخل مدارسنا، يحدثوننا بسطرين عن فؤاد شهاب، انما لا يتحدثون عن المواضيع التي ارتبطت به مثل إنجازاته أو رؤيته أو وطنيته أو تواضعه أو عيشته أو نزاهته والاستقامة والزهد في الحكم. وهنا، أدعو إلى رفع الصوت وتعليم أولادنا عن فؤاد شهاب”.
وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن كيفية تحويل منزل الرئيس شهاب الى متحف ومكتبة، وتقديم 24 طابعا أصدرت في عهده من سليم حجار سعادة كي تعرض في المتحف. وكذلك، تسلم الوزير الجراح من الأبوين سلامة وسقيم درعا تكريمية وكتاب المدرسة. ثم زرعت شجرة أرز في الحديقة، تخليدا للمناسبة. بعدها، كانت جولة في أرجاء المتحف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟