خوري: العنف يظهر أكثر وضوحاً في مجتمعات لا تلتزم القانون

خوري: العنف يظهر أكثر وضوحاً في مجتمعات لا تلتزم القانون
خوري: العنف يظهر أكثر وضوحاً في مجتمعات لا تلتزم القانون

افتتح وزير الثقافة غطاس خوري منتدى حول الوقاية من التطرف بعنوان "الشباب في قلب التحولات الاجتماعية والوقاية من العنف: التزام الباحثين والمدن"، الذي تنظمه اللجنة الوطنية اللبنانية لـ"اليونيسكو" بالتعاون مع شبكة المدن الاورومتوسطية في فندق البريستول.

وألقى خوري كلمة قال فيها: "إن النزاعات العنيفة في العالم، بدأت منذ السبعينات، في المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، وتمثلت أولا في الجامعات والمدن وأطرافها، وشارك فيها الشباب، وقد كان أساس تلك النزاعات، سياسيا أو أيديولوجيا أو دينيا. والمتابع لهذه النزاعات، يلاحظ ما عانت منه الدول والمجتمعات، وما ولدته من استياء عند الشباب، تجسد عنفا واضحا وتمردا، وهجرة، وحالات ثقافية شاذة، لم تكن ملحوظة".

وأضاف: "في تحليل علمي موضوعي، حاولت النخب في هذه البلاد، أن تضع خططا لإعادة السكينة الى المجتمع، بادئة بالحوار وتعميم ثقافة قبول الآخر، وتأمين مشاريع تعنى بالإنسان في كل حالاته. فالجاهل، والفقير، والمهمش، والمستلبة حريته، لا يمكن أن يسهم في حوار إيجابي مع الآخر، ولا يمكنه أيضا، أن يكون عنصرا مساعدا في طمأنينة المجتمع وسلامته، ومستقبله الزاهر. إذا، فإن بعض مظاهر العنف نردها إلى فشل مشاريع التنمية، أو نردها الى هيمنة أفكار قديمة دينية أو أيديولوجية، عللها البعض لأغراض تسلطية خاصة. وعموما، يظهر العنف أكثر وضوحا في المجتمعات غير الديمقراطية، أو التي لا تلتزم القانون واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان. فعنف السلطة، قد يقابل بعنف الجماعات، التي تعتبره وسيلة فاعلة للتغيير. ولا تنسوا أجواء الشباب في بعض الأندية، وما نراه على الشاشات، فمظاهر العنف منتشرة دائما وفي كل العالم".

وتابع: "لكن، نعم هناك أمثالكم دوما، شباب مؤمنون بقدراتهم، نظموا أنفسهم لفعل الخير في كل وجوهه، وأولها اللقاء مع الآخر، والحوار والتفاهم، ليكون التعاون من أجل مصلحة الجميع. لقد التقيتم هنا، شبابا مثقفين، راغبين أن تناقشوا معا، في جو من الديمقراطية، هذاالعنف بأشكاله. إذا، شباب واعون للواقع، غير مأخوذين بالمظاهر الأيديولوجية الزائفة، ولا بمنطق التمرد السيىء، ولا بسلوك الأحكام المسبقة. وها أنتم، تستعدون لمناقشة خطط قابلة للتحقيق، في مدنكم، ومنظماتكم الشبابية، مع السلطات المحلية البلدية، والتي هي الأقرب إلى الناس، كل الناس. أشد على أيديكم، وأقدر جهودكم، متمنيا أن تكونوا، أنتم الشباب، دائما في قلب هذه الخطط التي ستضعونها، لتتحملوا مسؤولية تنفيذها. وهذا عمل سياسي بامتياز، ينطلق من الفكرة الى الخدمة مباشرة، الخدمة العامة، التي تؤدي إلى السلام والأمان".

وختم: "أيها الشباب، لن نقيس عمركم بالسنين، بل بتراكم المعرفة والحكمة، وهذا ما نتمنى أن تضيفوه في هذه الورش إلى خبراتكم. فكلما توغلتم في قلوب الآخرين، شعرتم بقيمة الإنسان، وبجدوى المعرفة، وبالمحبة التي يخبئها هناك. إن وزارة الثقافة اللبنانية، تنوه بجهود اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، التي تشارك شبكة المدن الاورومتوسطية في تنظيم هذا الملتقى. وفقكم الله، عشتم، عاش السلام، وعاشت المحبة، عاش لبنان".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها