أخبار عاجلة
OpenAI تتيح متجر GPT لكافة المستخدمين -

الحراك الشعبي تحول إلى 'سوبر ماركت'.. لبنان بحاجة إلى توافق (أ ـ أ) بعد (س-س)

الحراك الشعبي تحول إلى 'سوبر ماركت'.. لبنان بحاجة إلى توافق (أ ـ أ) بعد (س-س)
الحراك الشعبي تحول إلى 'سوبر ماركت'.. لبنان بحاجة إلى توافق (أ ـ أ) بعد (س-س)
كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان " الحراك الشعبي في دائرة الخطر.. والنفق الحكومي مظلم": "بدأت المرحلة الأولى من الفيلم اللبناني الطويل تتكشف للجمهور.. فبعد أربعين يوما من "المناظر والاعلانات والأغاني الوطنية والتلاقي تحت راية العلم اللبناني"، بدأ الخطر الجدي يطل برأسه: شارع مقابل شارع، كلام طائفي ومذهبي مقيت، إستعادة لمفردات الحرب الأهلية من "المناطق المغلقة العصية على الطرف الآخر الى تكسير الرؤوس"، فضلا عن المطالبة بسبعة أيار جديد، وما يمكن أن يفرزه كل ذلك من توترات أمنية لا يحمد عقباها، على غرار ما حصل في الدول المجاورة التي إنطلقت فيها الثورات سلمية وحضارية وإنتهت دموية وتهجيرية وتدميرية.
هذا في الشارع الذي بات يغلي على وقع التحريض المتعدد الأوجه والمضامين، أما في السياسة فيبدو أن هناك تنافسا على حرق الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، فبعد إتهام "التيار الوطني الحر" لـ"تيار المستقبل" بتسريب إسم محمد الصفدي وإحراقه في الشارع، يتهم اليوم "تيار المستقبل" "التيار الوطني الحر" بتسريب إسم بهيج طبارة بهدف حرقه أيضا، بعدما لمس جبران باسيل أنه قد لا يكون مطواعا معه في تمكينه من تسمية كل الوزراء المسيحيين الاختصاصيين، في حين يرى البعض أن أسماء أخرى ستطرح في الشارع خلال الأيام المقبلة بهدف حرقها لكي تخلو الأجواء للرئيس سعد الحريري.
كل ذلك يجعل النفق الحكومي مقفلا ومظلما، بدءا من إستمرار رئيس الجمهورية ميشال عون في القبض على الاستشارات النيابية الملزمة التي تزيد الأمر تأزما، مرورا بتمسك كل طرف بموقفه لجهة أن لا حكومة من دون سعد الحريري، ولا حكومة من دون حزب الله، ولا حكومة من دون يد طولى لجبران باسيل ضمنها سواء بحضوره الشخصي أو بمن يسميهم، وصولا الى التدخلات الغربية الواضحة في الوضع اللبناني وسعي كل فريق الى تحقيق مصالحه، الأمر الذي يهدد بتقسيم لبنان الى محاور تتقاتل مع بعضها البعض وقد بدأت بوادره تظهر من بوابة جسر الرينغ الذي لولا تدخل العناية الالهية لكان إستدرج البلاد الى حرب قد يعرف البعض كيف تنطلق لكن أحدا لا يمكن أن يتكهن بنتائجها وكيف يمكن أن تنتهي.
لا يختلف إثنان على أن الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ أربعين يوما، قد تحول الى ما يشبه "السوبر ماركت" التي يسعى كل فريق سياسي محلي أو غربي الى شراء حاجته منها، وإذا كانت الأهداف المحلية واضحة المعالم من خلال محاولة أحزاب وتيارات سياسية ركوب موجة الحراك بهدف تصفية حسابات هنا أو تسجيل نقاط هناك على حساب المواطنين العاديين الذين يشاركون في الاعتصامات لتحقيق مطالبهم وتطلعاتهم، فإن الأهداف الاقليمية والدولية بدأت تعطي بعض المؤشرات الخطرة وهي تُرجمت أمس الأول بمحاولة عدد من المتظاهرين ممن تجمعوا على جسر الرينغ إستهداف حزب الله بهتافات غير مسبوقة في لبنان، وقيام مناصرين للحزب صباحا بالتظاهر أمام السفارة الأميركية في عوكر إحتجاجا على التدخلات الأميركية بالشؤون اللبنانية، ما يوحي بأن لبنان الذي عاش مرحلة من الاستقرار ببركة توافق (السين ـ سين) (سوريا والسعودية) يحتاج اليوم الى بركة توافق (أ ـ أ) أي أميركا وإيران، وأن إستمرار الاشتباك بينهما قد يرفع من منسوب التوترات، علما أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، وأن أي تسوية بين الطرفين قد تنعكس إيجابا على تشكيل حكومة إنقاذية تتمكن من الحصول على مساعدات مالية من دول عدة لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي.
والى حين أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في العلاقة الأميركية الايرانية، فإن الحراك الشعبي الذي أغرى اللبنانيين وإستقطب عشرات آلاف الموجوعين من هذا الشعب الذي كفر بسلطته السياسية، بدأ ينجح البعض في إستدراجه الى مستنقعات سياسية وطائفية ومذهبية تهدد إستمراره، وتهدد إستقرار البلد برمته، الأمر الذي يتطلب كثيرا من الوعي والحكمة لحماية هذا الحراك وعدم حرفه عن أهدافه التي دغدغت مشاعر أكثر من مليونيّ لبناني، خصوصا أن فشله يعني القضاء على أي أمل جديد في التغيير".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى