وقال تشينغ: "سنكون دائماً أصدقاء وشركاء لدول الشرق الأوسط" ولكن "ليست لدينا النية أن نكون بديلاً من أميركا في لبنان، وليست لدينا القدرة على ذلك، لأن الصين ما زالت دولة نامية. وحتى لو أنها شهدت تطوراً أكبر، لن نسعى إلى ملء الفراغ". وأوضح المسؤول الصيني أنّ "الدعم الصيني سيزيد للدول النامية"، مقرّاً بأن التعاون مع الدول العربية يزعج البعض كالولايات المتحدة التي "تتخذ كل الاجراءات لاحتواء نفوذ الصين". وأضاف تشينغ أن "الولايات المتحدة هي أكبر دولة متقدمة في العالم، ولا نريد خوض حرب تجارية معها، ولكن إذا أصر الجانب الأميركي سنخوضها حتى نهاية المطاف".
وإذا كانت الصين قد ردّت بلسان تشينغ بصراحة على السيّد نصرالله، إلاّ أنّ تطورات المنطقة لم تغفل عنها، فقبل أيام، توجه المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط، تشاي جون، إلى إيران لبحث "التطورات الأساسية في المنطقة مع مسؤولين إيرانيين كبار"، وذلك في 21 تشرين الأول.
وفي حين وصف المسؤولون الإيرانيون العلاقات مع الصين بالاستراتيجية ودعوا بكين إلى لعب دور أكبر في الشرق الأوسط وسلطوا الضوء على إنجازات "محور المقاومة" على صعيد تغيير ميزان القوى في المنطقة، تحدّث جون عن أهمية "الاستقرار في المنطقة بالنسبة إلى الصين وعن ضرورة بناء علاقات سلمية بين إيران والسعودية"، بحسب تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي. ورأى الموقع أنّ طهران وبكين تتشاركان مصالح استراتيجية على مستوى التأثير في النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ ضغوط الولايات المتحدة الأميركية المتزامنة على البلدين وفّرت أرضية جديدة للتعاون، ومؤكداً أنّ إيران، المعارضة التقليدية لتدخل القوى الكبرى في المنطقة، تشجع الصين على الاضطلاع بنشاط أكبر في الإقليم.
على الرغم من الدور الصيني الكبير في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث نقضت الصين 7 قرارات أممية لصالح دمشق، وعلى الرغم من تحوّل الصين إلى شريك إيران التجاري الأول، ومصدرها الأول للتزود بالتكنولوجيا الحديثة وأكبر سوق لصادرات النفط الإيرانية، يتوخى الصينيون الحذر في أدائهم في المنطقة، خوفاً من تأثير أي تقدّم في علاقاتهم الإقليمية بعلاقاتهم الدولية البعيدة المدى.
فعن أهداف الصين، أكّد "المونيتور" أنّها تسعى إلى تعزيز علاقاتها ومصالحها الاقتصادية إلى أقصى الحدود في المنطقة، لافتاً إلى أنّها تحاول إبقاء علاقاتها مع السعودية وإسرائيل ومصر مستقرة. وعليه، قال الموقع إنّ الصين تتوخى الحذر على صعيد بناء علاقات وثيقة أكثر مع إيران.