خطر محدق على مصير لبنان في ظل تجاهل عربي ودولي

خطر محدق على مصير لبنان في ظل تجاهل عربي ودولي
خطر محدق على مصير لبنان في ظل تجاهل عربي ودولي

ينحدر الوضع اللبناني سريعا نحو الهاوية  في ظل غياب تام للمبادرات والطروحات الجدية التي  تتناسب مع  عمق الازمة التي تهدد مصير لبنان وتدفعه نحو فم التنين، لا يطفو على السطح السياسي سوى تقاذف التهم بين المسؤولين ومحاولات يائسة لسحب عودة الحياة الى طبيعتها والدعوة الى الحوار للتفاهم على المطالب يقابلها الشارع  برفض مطلق في ظل الثقة المفقودة، والذي لن يقبل بأقل من إستقالة حكومة وتغيير كل النهج السائد في ادارة الدولة.

لم يعد خافيا حالة الانكار التي يتصرف بها بعض المسؤولين، كما المكابرة في  فهم الحقيقة والاستمرار بكيل الاتهامات الى أطراف سياسية، كما ترداد الحديث عن وجود مؤامرة، ما يعني سوداوية المشهد. فلا الشارع بوارد التراجع  عن مطالبه التي تبدأ بإستقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية، وقد تتدرج صعودا نحو إنتخابات نيابية مبكرة وتغيير شامل في شكل الطبقة السياسية ، يقابلها عدم إستعداد  السلطة  لدفع الثمن والتراجع عن مكتسبات وغنائم ظنت الطبقة الحاكمة بأنها  قادرة على الاحتفاظ  بمغانم الدولة وخيراتها دون محاسبة.

الاحتقان الشعبي  إنفجر دفعة واحدة  ولم يوفر منطقة لبنانية أو يستثني طرفا سياسيا من الاتهامات، وقد كشف عمليا مدى هزالة الاستقرار السياسي كما حجم الهوة بين الدولة والمواطن. فخلال اسبوعين فقط قلب الواقع من حال ولكنه لم يستقر على حال جديد، فتقطعت أوصال الوطن وإنقطعت سبل الحوار السياسي سوى بعض الاتصالات القائمة لرأب الصدع ما يعني بأن لبنان ينزلق حكما صوب المجهول.

الحالة الراهنة  لم تمر على لبنان بتاريخه القديم والحديث من حيث  اللامبالاة السياسية بالتعاطي مع مسار متفلت من الضوابط الرادعة قد يؤدي الى إنفجار شامل لن ينجو منه جهة أو طرف، كما وجود عدم إكتراث  إن لم يكن  تجاهلا عربيا و دوليا  للتطورات المتسارعة، بل  لعلها المرة الاولى التي تنعدم بها مبادرة أو تدخل خارجي لحل الازمة .

 يستحضر احد السياسين من المتابعين لللاتصالات الجارية  لـ"لبنان 24" مقولة المبعوث الاميركي ريتشارد مورفي "مخايل الضاهر أو الفوضى  للدلالة على هرولة الاطراف المعنية  حينها نحو خيار  قاتم وضعته دول القرار كي تجبر الطاقم السياسي على إنتخاب الضاهر جراء  توافق سوري – عربي – أميركي فأنزلق الجميع في جولات من العنف والدمار لا توصف، و كأن التاريخ يعيد الاحداث  على شكل مهزلة حسب نظرية كارل ماركس، حيث يتمسك "التيار الوطني الحر" بخيار"بقاء جبران باسيل أو الاطاحة بالتسوية الرئاسية"، وهذا يصطدم، برأي  أكثر من فريق سياسي وفي المقدمة رئيس الحكومة، بأن منطلق المعالجة الفعلية يكمن في إجراء تغيير أو تعديل حكومي حقيقي قبل الشروع بأي مسعى لعودة الهدوء وإستعادة الحوار كسبيل لحل الازمات، و كل ما عدا ذلك  قاتم وحالك السواد. 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى