يقوم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بمفاوضات بعيدة عن الاضواء، او الاصح بوساطة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبين جزء من الحراك الفاعل في لبنان، وهو لذلك اتصل أمس بقيادة الحزب الشيوعي لدعوته لتشكيل وفد من الحزب بهدف التوجه الى قصر بعبدا لعرض المطالب المعيشية، لكن المعلومات التي وصلت الى "لبنان 24" اكدت ان "الشيوعي" رفض مبادرة ابراهيم واكد انه لا يستطيع التحدث بإسم الحراك لانه لا يمثل جميع الناس.
وساطة ابراهيم لا تقتصر فقط على الشيوعي، بل تشمل عدد كبير من المجموعات الفاعلة في الحراك بهدف بدء حوار مع السلطة وتحديداً مع رئيس الجمهورية.
وكان الحزب "الشيوعي" قد عقد امس اجتماع لمكتبه السياسي اكد خلاله على البقاء في الساحات، بالرغم من الامكانيات المالية الضعيفة، داعيا مناصريه الى التوجه الى الاعلام في ساحة رياض الصلح والتأكيد على دعمهم الدائم لسلاح المقاومة.
الاتصالات السياسية لا تقتصر على ابراهيم، بل ان "حزب الله" يعمل بشكل حثيث على سحب كل حلفائه من الحراك، اذ وبعد اتصال قامت به حركة "الشعب" في الايام الاولى للتحركات الشعبية بمكتب المحلس التنفيذي في "حزب الله" وتأكيده على التنسيق مع الحزب واكد على استعداده لعقد لقاء مع قيادة الحزب، تواصل الحزب مع قيادة حركة "الشعب" وطلب منها الانسحاب من الشارع لكن لا يبدو حصول اي تجاوب مع هذا الطلب حتى اللحظة اذ إن حركة "الشعب" لا تزال من انشط المجموعات في ساحة رياض الصلح، كذلك تواصل "حزب الله" مع الحزب الشيوعي الذي رفض الانسحاب من الساحة بحجة انه سيتعرض لانقسام كبير في صفوفه فانصاره يرفضون فكرة ترك الساحات.
اتصالات "حزب الله" شملت النائب اسامة سعد الذي يرفض ايضاً الانسحاب حتى اللحظة معتبراً انه يشكل ضمانة للحراك في صيدا. في الاصل لا يبدو الحزب منزعجاً من وضع صيدا بشكل كبير نظرا لخطابها القريب من الحزب ونظرا لترك عدد كبير من الطرقات مفتوحة فيها.
اتصالات الحزب نجحت ايضاً في اخراج الحزب "السوري القومي الاجتماعي" من الساحات رسمياً، علما ان بعض انصاره لا يزالون يحضرون بشكل واضح في رياض الصلح.
كما عمل الحزب في الساعات الـ 24 التي تلت خطاب امينه العام على التواصل مع بعض انصاره الذين يشكلون مفاصل اساسية في الحراك، والذين شكلوا عنصر اساسي من عناصر التحركات امام مصرف لبنان مثلاً، وغيره من الساحات، وقد ادى هذا التواصل الى سحب هؤلاء من الحراك ونقلهم اعلامياً الى الضفة الاخرى.
ورفق مصادر مطلعة، فإن الاتصالات الرسمية واتصالات الحزب هي التي ادت الى سحب حراك العسكريين المتقاعدين من الحراك وتحديداً من ساحة رياض الصلح، علما ان هؤلاء يشكلون مدماكاً رئيسيا في عملية التنظيم والحشد اليومي في كل المناطق.