ياسين جابر.. المشهد سيريالي!

ياسين جابر.. المشهد سيريالي!
ياسين جابر.. المشهد سيريالي!
بعد تحميله مسؤولية نقل جزء من أموال مؤسسة الإسكان إلى الجمعيات، وتسريب حديث يقول فيه "خليهن يستأجروا بدل أن يشتروا"، تعرض النائب ياسين جابر لحملة قاسية على مواقع التواصل الإجتماعي دامت عدّة أيام قبل أن تعود الأمور لصالحه أمس.

لمزيد من السريالية في المشهد، تصدى أمس للدفاع عن النائب ياسين جابر نفس الأشخاص الذين تخلوا عنه في الإنتخابات النيابية الأخيرة، إذ إن قراراً حزبياً حاسماً قضى يومها، بالتصويت شبه الكامل لزميله في اللائحة النائب هاني قبيسي.


الخوف تركز يومها من حصول اللائحة المقابلة للائحة "أمل" و"حزب الله" على حاصل إنتخابي، وهذا يعني حكماً إختراقها بنائب شيعي، فذهبت حركة "أمل" إلى تحصين مرشحيها الحزبيين الذين هم، للمفارقة، جميع المرشحين بإستثناء النائب جابر الذي حصل نتيجة نشاطه الخدمي على نحو 7 آلاف صوت، في حين حصل زميله الحزبي في القضاء نفسه على أكثر من 20 ألف صوت. المشهد كان واضحاً لدى جابر، التضحية باللاحزبي لصالح الحزبيين. لكن المشهد أمس تبدل، ذهب الحزبيون بعيداً بالدفاع عن جابر في قضية الإسكان التي تطالهم شخصياً، هنا أيضاً مشهد سريالي.

مشهد آخر، النائب ياسين جابر يخترق نشرة الأخبار على قناة "الجديد" في إتصال عاصف، يتحدث خلاله عن تشويه الحقائق، ويشتبك كلامياً مع المذيعة. تحول جابر إلى صقر فجأة بهدف التبرير في قضية "يروحوا يستأجروا"، وهو النائب الذي جهد لتكريس صورته كمترفع عن كل انواع السجالات حتى تلك التي تطاله شخصياً، وإبراز نفسه مشرّعاً ودستورياً ومنظّرا إقتصاديا بعيدا عن الزواريب، وإبعاد نفسه عن صورة القادم الى البرلمان بسبب قدرته المالية، يعني أن ما نقل عنه في قضية الإسكان اعاد تشكيل نظرة الناس تجاهه. شعر أنه بات في رأيهم، أو برأي جزء منهم "المتمول" أو ما يصطلح على تسميته "حيتان المال".

هذا هو الرأي العام، يهوى السريالية، التي باتت في زمن الإعلام الإجتماعي جزءًا من خصائصه، يقلب الطاولة في لحظة بمنطق أو من دونه، وهنا لا يعود مهماً ما إذا كان ما نُقل عن جابر صحيحاً أم لا، المهم هو ما صدقه الناس وتطوّعوا لتسويقه.

من ضحّى بجابر يوم الإنتخابات وكاد يجعل منه نائباً سابقاً أنقذه اليوم، أو أقله قلل من خسائره، سالباً خصومه ومهاجميه فرصة صبغه بصبغة عدّو الرأي العام، إذ إن مخاصمة جابر عادت أمس إلى وجهة نظر وموقف سياسي، والتراند الذي بدأ عاماً شاملاً ككرة الثلج فرمله الحركيون بهجوم مضاد بعد مقابلة "الجديد".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى